تخطى إلى المحتوى

أقوال في الأدب وفضله

مشاركة:

أقوال في الأدب من العلماء والحكماء من كتاب الأدب الأدب للشيخ محمد نبيه تبين فضل الأدب وأهميته في حياتنا وتبين طبقات الأدب وآداب الخطاب.

أقوال في الأدب وفضله
أقوال وأشعار وحكم في الأدب وفضله

أقوال في الأدب

قال الجلالي البصري: التوحيد موجب يوجب الإيمان؛ فمن لا إيمان له فلا توحيد له، والإيمان موجب يوجب الشريعة فمن لا شريعة له فلا إيمان له ولا توحيد، والشريعة موجب يوجب الأدب؛ فمن لا أدب له لا شريعة له ولا إيمان ولا توحيد.

قال أبو علي الدقاق رحمه الله: ترك الأدب موجب يوجب الطرد؛ فمن أساء الأدب على البساط رد إلى الباب، ومن أساء الأدب علي الباب ردّ إلى سياسة الدواب.

وقال يحيى بن معاذ: من تأدب بأدب الله تعالى صار من أهل محبة الله تعالى.

عن ابن المبارك أنه قال: نحن إلى قليل من الأدب أحوج منَّا إلى كثير من العلم.

قال ابن المبارك: طلبنا الأدب حين فاتنا المؤدبون. وقيل: ثلاث خصال ليس معهن غُربة: مجانبةُ أهل الرِّيب، وحسن الأدب، وكف الأذى.

أشعار عن الأدب

وأنشدنا الشيخ أبو عبد الله المغربي رضي الله عنه، في هذا المعنى:

يزين الغريبَ إذا ما اغترب

ثلاث: فمنهن حسنُ الأدب

وثانيه: حسن أخلاقه

وثالثه: اجتناب الرِّيب

قال أبو النصر الطوسي السراج: الناس في الأدب علي ثلاث طبقات: 

أما أهل الدنيا فأكثر آدابهم في الفصاحة والبلاغة وحفظ العلوم وأسماء الملوك وأشعار العرب.

وأما أهل الدين فأكثرهم آدابهم في رياضة النفوس وتأديب الجوارح وحفظ الحدود وترك الشهوات.

وأما أهل الخصوصية فأكثر آدابهم في طهارة القلوب ومراعات الأسرار والوفاء بالعهود وحفظ الوقت، وقلة الالتفات إلى الخواطر، وحسنُ الأدب في مواقف الطلب وأوقات الحضور ومقامات القرب.

حكم عن الأدب

وحكي عن سهل بن عبد الله أنه قال: من قهر نفسه بالآدب فهو يعبد الله بالإخلاص.

وقيل: كمال الأدب لا يصفو إلا للأنبياء والصديقين.

وقال عبد الله بن المبارك: قد أكثر الناس في الأدب، ونحن نقول: هو معرفة النفس.

وقيل: مدّ ابن عطاء رجله يوماً بين أصحابه وقال: ترك الأدب بين أهل الأدب أدب.

ويشهد لهذه الحكاية الخبر الذي روي: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عنده أبو بكر، وعمر، فدخل عثمان فغطى فخذه وقال: (ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة)، نبه صلى الله عليه وسلم: أن حشمة عثمان رضي الله عنه وإن عظمت عنده، فالحالة التي بينه وبين أبي بكر وعمر كانت أصفى.

وفي قريب من معناه أنشدوا:

فيّ أنقاض وحشمة فإذا

جالست أهل الوفاء والكرم

أرسلتُ نفسي على سجيتها

وقلت ما قلت غيرَ محتشم

قال أبوعلي الدقاق رحمه الله في قوله عزَّ وجلَّ: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) قال: لم يقل ارحمني لأنه حفظ آداب الخطاب.

وكذلك عيسى عليه السلام حيث قال: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ)، وقال: (إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ) ولم يقل: لم أقل؛ رعاية لآداب الحضرة.

مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *