تخطى إلى المحتوى

تعريف الأدب على مر العصور

مشاركة:

تعريف الأدب هو فن من الفنون الجميلة التي تصور الحياة وأحداثها بما فيها من أفراح وآلام، من خلال ما يختلج في نفس الأديب من عواطف وأفكار.

تعريف الأدب على مر العصور
تعريف الأدب على مر العصور

معنى الأدب في العصر الجاهلي

استعمل الجاهليون كلمة (أدْب) – بسكون الدال – بمعنى الدعوة إلى الطعام، والدعوة إلى الطعام خصلة حميدة وخلق فاضل.

قال ابن المبارك: والأدِب هو الداعي إلى الطعام الذي أعد المأدبة.

واستعملوا أيضا (آداب) بمعنى أخلاق: (وقد أوفدتُ – أيها الملك – رهطاً من العرب لهم فضل في أحسابهم وأنسابهم وعقولهم وآدابهم). (كتاب النعمان بن المنذر إلى كسرى مع وفد العرب)

تعريف الأدب في العصر الإسلامي

في العصر الإسلامي اتسع تعريف الأدب ليشمل التهذيب اللساني إلى جانب التهذيب الخُلقي وهو النشأة الصالحة وحب الفضيلة والابتعاد عن الرذيلة.

فقد ورد في الدرر المنتثرة أن أبا بكرٍ رضي الله عنه قال:

يا رسول الله لقد طفتُ في العرب وسمعت فصحاءهم فما سمعت أفصح منك فمن أدبك؟

قال صلى الله عليه وسلم: (أدبني ربي ونشأت في بني سعد). (الضعيفة 72 – ضعيف الجامع 250)

كذلك جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله لابنه: يا بني انسب نفسك تصل رحمك، واحفظ محاسن الشعر يحسن أدبك.

وهناك تقارب بين المعنى الذي استخدمت فيه في الجاهلية والإسلام.

فالتهذيب النفسي واللساني اللذان برزا في مدلولها في العصر الإسلامي مظهر من مظاهر الخلق الحسن الذي نتج عنه الدعوة إلى الطعام كما استعملت في العصر الجاهلي.

تعريف الأدب في العصر الأموي

عندما نصل إلى العصر الأموي نجد أن الكلمة ضمّت إلى معنى التهذيب الخلقي واللساني معنىً آخر.

فكان مفهوم الأدب يطلق على المعلمين الذين يؤدبون أولاد الخلفاء وغيرهم بتلقينهم الخطب والشعر وأخبار العرب وأيامهم، فسمي هؤلاء بالمؤدبين.

تعريف الأدب في العصر العباسي

لما جاء العصر العباسي واتسعت العلوم والمعارف، اتسع مدلول كلمة (أدب).

فأطلقت على الأشعار والأخبار وعلى الأحاديث والوصايا والخطب لما لها من أثر في تهذيب الأخلاق وتقويم اللسان.

فالمطالع لها يتأدب بها أي يأخذ نفسه بما فيها من آداب.

ومن هنا نجد ابن المقفع سمى كتابيه (الأدب الصغير والأدب الكبير) لتضمنهما مجموعة من الحكم والنصائح الخلقية والسياسية.

معنى الأدب في صحيح البخاري

“الأدب” هو ترويض النفس على محاسن الأخلاق وفضائل الأقوال والأفعال التي استحسنها الشرع وأيدها العقل، وهو استعمال ما يحمد قولا وفعل.

وهو مأخوذ من المأدبة وهو طعام يصنع ثم يدعى الناس إليه، وسمي بذلك لأنه مما يدعى كل أحد إليه.

المراد هنا بيان طرق الأدب وبيان أنواعه وما يتحقق به.

كذلك الإمام البخاري أطلق هذا اللفظ على قسم من كتابه (الجامع الصحيح) سماه (كتاب الأدب).

وجمع فيه الأحاديث التي تدل على حسن الخلق من طاعة الوالدين والعطف على الأيتام ومراعاة حق الجار والصبر إلى غير ذلك من الفضائل.

بل أفرد البخاري مصنفا كاملا وسماه (الأدب المفرد).

معنى الأدب في سنن ابن ماجه

الأدب هو حسن الأخلاق وحسن التناول ومراعاة حد كل شيء واستعمال ما يحمد قولا وفعلا والأخذ بمكارم الأخلاق وتعظيم من فوقك والرفق بمن دونك والوقوف مع الحسنات.

وفي القرن الثالث الهجري أصبحت تطلق كلمة (أدب) على مادة التعليم الأدبي خاصة وهي الشعر والنثر وما يتصل بهما من الأخبار والأيام والطرائف.

ثم على هذا استقر مدلول الكلمة، وألفت كتب في الأدب تجمع هذه الأنواع مثل: (البيان والتبيين للجاحظ، والكامل في اللغة والأدب للمبرد، والأمالي لأبي علي القالي، والعقد الفريد لابن عبد ربه) وغيرها.

فالأدب من خلال النظرة الإسلامية هو كل قول أو فعل يؤثر في النفس ويهذب الخلق ويدعو إلى الفضيلة ويبعد عن الرذيلة، بأسلوب جميل.

مشاركة:

التعليقات (2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *