تخطى إلى المحتوى

أضرار الجهل

مشاركة:

أضرار الجهل كثيرة ومنها أنه يكثر وقوع المحرمات وانتهاكها ومن أعظم أضرار الجهل القتل وهو الهرج وهذا القتل الواقع الآن بين المسلمين دليل على تفرقهم وجهلهم.

أضرار الجهل على المجتمع والأمة
أضرار الجهل على المجتمع والأمة

الجهل بالدين

أضرار الجهل بالدين كثيرة وهو خطر عظيم يقود الناس إلى البدعة والإحداث في الدين والسير على غير هدى.

ومثال ذلك أن أناسا من أهل الكوفة خرجوا إلى الجبانة يتعبدون واتخذوا مسجدا وبنوا بنيانا فأتاهم عبدالله بن مسعود فقالوا: مرحبا بك يا أبا عبدالرحمن لقد سَرنا أن تزورنا.

قال ابن مسعود: ما أتيتكم زائرا ولست بالذي أترك حتى يهدم مسجد الجبان إنكم لأهدى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!

أرأيتم  لو أن الناس صنعوا كما صنعتم من كان يجاهد العدو ومن كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟ ومن كان يقيم الحدود؟ ارجعوا فتعلموا ممن هو أعلم منكم وعلموا من أنتم أعلم منهم.

انظر كيف عزا ابن مسعود رضي الله عنه ما فعلوه إلى الجهل إذ أمرهم بالتعلم فقال: «ارجعوا فتعلموا ممن هو أعلم منكم».

وهذا ما فقهه ترجمان القرآن عبدالله بن عباس أن من أضرار الجهل بالدين أنه يفرق بين الأمة ويوقع بينها الاختلاف.

ومن عواقب الجهل ترؤس الجهلة فقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبر أن ذلك من أشراط الساعة.

عن أبي أمية اللخمي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [إن من أشراط الساعة ثلاثة إحداهن أن يلتمس العلم عند الأصاغر].

والتماس العلم عند الأصاغر لا يكون إلا بترأسهم وتصدرهم للفتيا من جهة، وذهاب العلماء الراسخين أو تنحيتهم من جهة أخرى.

أضرار الجهل على الأمة

ومن خطر الجهل تصدر الجهلة لقيادة الأمة إذ بذلك تجتلب المحن والفتن على المسلمين.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيأتي على الناس سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة «قيل: وما الرويبضة؟» قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة).

يقول ابن حجر: إن إسناد الأمر إلى غير أهله إنما يكون عند غلبة الجهل ورفع العلم.

ومن أضرار الجهل على الأمة ما حدث في الفتنة على عثمان بن عفان فالخارجين عليه والمقدمين على قتله كانوا من الأعراب ومن سفهاء الناس وعامتهم.

وما حدثت الفتنة في الأمة ودبت الفرقة إلا حينما تصدر مثل هؤلاء الجهلة ونتج عن قتل عثمان رضي الله عنه اندلاع الفتن وفشو الفرقة في الأمة الإسلامية.

خطر الجهل باللغة العربية

عُد تعلم اللغة العربية من العلوم الواجب على المجتهد معرفتها لأن الجهل باللغة العربية يؤدي إلى سوء فهم نصوص الشريعة ومن ثم تعدد الآراء وتفرقها.

إذ علم اللغة العربية علم لا يحل الاجتهاد في الشريعة إلا بالاجتهاد فيه فالمجتهد بلا بد مضطر إليه.

وكثيرا ما يقع الخطأ والاشتباه في فهم النصوص الشرعية بسبب الجهل بلسان العرب.

قال الإمام الشافعي رحمه الله: إن القرآن نزل بلسان العرب دون غيره لأنه لا يعلم من إيضاح جمل علم الكتاب أحد جهل سعة لسان العرب وكثرة وجوهه وجماع معانيه وتفرقها ومن علمه انتفت عنه الشبه التي دخلت على من جهل لسانها.

إن جهل أصحاب البدع باللغة العربية جعلهم يقولون بأصولهم الاعتقادية البدعية والتي يفارقون بها جماعة المسلمين ويفرقون الأمة ويخالفون نصوص الكتاب والسنة وليس لهم مستند إلا الجهل والرأي والظن.

فعلى المسلمين ولاة وعامة العناية باللغة العربية حكاية وفهما والحذر مما يحيكه أعداء الدين لصرف المسلمين عن دينهم وكتاب ربهم بصرفهم عن اللغة العربية.

مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *