سبب نزول سورة التحريم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد حرم على نفسه حلالاً أحله الله تعالى، واختلفت الروايات في الشيء الذي حرمه على نفسه.
أسباب نزول سورة التحريم
ورد في تفسير سورة التحريم أنها نزلت بسبب أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يسترضي نسائه فحرم على نفسه شرب العسل أو حرم على نفسه جماع مارية رضي الله تعالى عنها.
الرواية الأولى
في كتب السنة في رواية في سنن الإمام النسائي رحمه الله تعالى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد قسم لنسائه كل واحدة منهن يومها.
وكان يدور على نسائه صلوات الله وسلامه عليه، وكان اليوم يوم حفصة بنت عمر بن الخطاب أم المؤمنين رضوان الله تعالى عليهم.
وكان للنبي صلى الله عليه وسلم جارية وكانت ملك يمينه، وهذه الجارية هي مارية أم إبراهيم وهي مارية المصرية، وكان قد أهداها للنبي صلى الله عليه وسلم المقوقس عظيم القبط كما ذكرنا في سلسلة فضائل مصر ومزايا أهلها.
وكانت أم ولد للنبي كان قد وطئها صلى الله عليه وسلم فأنجبت إبراهيم، ولما كان اليوم يوم حفصة رأى النبي صلى الله عليه وسلم مارية رضي الله عنها فواقعها في بيت السيدة حفصة.
فلما رأت السيدة حفصة أم المؤمنين ذلك أخذتها الغيرة واستنكرت ما كان في بيتها فقالت: يا رسول الله، في يومي وفي دوري وفي قسمي وفي بيتي وعلى فراشي.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أما يرضيكي ألا أطئها بعد اليوم؟). قالت: يرضيني يا رسول الله. فحرم النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه وطئ جاريته ملك يمينه ثم شرط على السيدة حفصة ألا تخبر أحداً من أمهات المؤمنين.
اقرأ أيضا: سبب نزول سورة الممتحنة
الرواية الثانية
في صحيح الإمام البخاري من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الحلواء والعسل.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم عند زينب بنت جحش رضي الله تعالى عنها وأرضاها وكانت إحدى صديقاتها قد أهدت لها عُكة من عسل – العُكة إناء من فخار – فسقت منه النبي صلى الله عليه وسلم.
فعلمت السيدة عائشة ما كان من أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت نساء النبي ينقسمن إلى حزبين، حزب فيه عائشة وحفصة وسودة وصفية، وحزب آخر فيه زينب بنت جحش وأم سلمة وأم حبيبة وميمونة وبقية نساء النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم أجمعين.
فلما علمت السيدة عائشة ما كان من أمر السيدة زينب لما سقت النبي صلى الله عليه وسلم العسل، تكلمت عائشة مع سودة وحفصة وصفية وقالت لهن: أيتكن أتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها أن تقول له ما لي أشم منك رائحة العرفط.
والعرفط شجر له صمغ يشبه إلى حد ما السنط، وكانت له زهرة وكان يرعاها النحل وكان لثمر العرفط رائحة.
فاتفقت السيدة عائشة مع باقي الحزب أن يتكلمن مع النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاهن في رائحة ما شرب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد شربت عند زينب عسلاً)، قالوا: ما لنا نرى هذه الرائحة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا لا أشرب العسل بعد اليوم).