تخطى إلى المحتوى

تعريف التوحيد لغة واصطلاحا

مشاركة:

تعريف التوحيد لغة واصطلاحا وبيان معنى التوحيد وأقسامه وتوضيح الفرق بينهم مع أمثلة توضح مفهوم التوحيد في الاسلام وكيفية تحقيقه.

تعريف التوحيد لغة واصطلاحا

ما معنى التوحيد؟

تعريف التوحيد لغة: هو مصدر وحد يوحد إذا جعل الشيء واحداً، أما تعريف التوحيد اصطلاحا: هو افراد الله تبارك وتعالى بما يخصه من أمر الربوبية والألوهية والأسماء والصفات.

ما هو تعريف توحيد الربوبية؟

معنى توحيد الربوبية: هو ما يخص الله تعالى من أمر الربوبية أي قيامه على الكون من إيجاد وملك وتدبير، وهذا معناه أن تفرد الله تعالى بكونه الخالق ولا خالق سواه.

فالله جل ذكره قال في كتابه: (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ). (سورة الأعراف:54)

وتوحيد الربوبية يعتقده الجميع عدا من كابر أو جحد، وكمثال لهذا في الجاهليين أبو جهل وأبو لهب ومن على شاكلتهما كانوا يقرون بأن الله تعالى هو الخالق وهو الرازق وهو المالك وهو الرب الأعلى، ومن ثم كانوا يوحدون هذا التوحيد ولكنهم كابروا.

وكذلك فرعون أقر بأن الله هو الرب لكنه كابر ومن ثم قال للمصريين: (أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى). (سورة النازعات:24)

وعلم أن الله هو الإله ولكنه كابر وقال: (مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي). (سورة القصص:38)

ودليل المكابرة أن موسى عليه السلام أبلغه أنت تعرف أن هذا أنزله رب السماوات والأرض.

وأما من جحد كالمجوس يعتقدون أن للعالم خالقين والخالقان عندهما النور والظلمة فالنور يخلق الخير والظلمة تخلق الشر وعندهم إله الخير أعلى من إله الشر ومن ثم إنهم لا يعتقدون بوجود الله سبحانه وتعالى.

إذا يقر بتوحيد الربوبية كل الخلق إلا جاحد ومكابر.

ولذلك في القرآن الكريم: (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ). (سورة الزمر:38)

(قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قُلِ اللَّهُ). (سورة سبأ:24)

كل المشركون كانوا يعلمون هذا ويعتقدونه فهذا يقال له توحيد ربوبية.

ما هو تعريف توحيد الألوهية؟

معنى توحيد الألوهية أو توحيد العبادة أو توحيد القصد والطلب: هو افراد الله تعالى بكل أنواع العبادة من أقوال وأفعال واعتقادات، كذلك افراد الله تبارك وتعالى بأن له الأسماء الحسنى لا يشركه فيها أحد وأن له الصفات العلى لا يشبهه فيها أحد.

وأن تعتقد بأن أسماء الله هي أحسن الأسماء وأن صفاته هي أجل الصفات، ومن ثم تثبت لله ما أثبته لنفسه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من أسماء وصفات، وأن تنفي عن الله ما نفاه سبحانه عن نفسه وما نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم.

وأن لا تستحدث لله صفات ولا أسماء من الهوى لأن أسماء الله توقيفية وكذلك صفات الله توقيفية، جاءنا بها وحي السماء إما في نص قرآني أو في نص نبوي صحيح.

ومن الألفاظ الخاطئة شرعياً في وصف الله تعالى وإن كان النية عند قائلها سليمة كلمة (يا ساتر يا رب) أو (يا ستار يا رب)، الوصف الصحيح في السنة النبوية ستير.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله حيي ستير يحب الحياء والستر يستحي أن يرفع العبد إليه يديه بالدعاء فيردهما صفراً خائبتين).

كلمة ستار المعنى صحيح المعنى أنه عظيم الستر، ولكن لم يصفه بها النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصف الله نفسه بكونه ستارا إنما وصفه رسوله بكون ستيراً.

فاعلم عزيزي القارئ أنه لا يكفي في التعبد صحة المعنى فقط ولا سلامة النية فقط، بل لابد مع سلامة النية وصحة المعنى سلامة اللفظ أيضا.

والصحابة الكرام كانوا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول الوحي كان يملي عليهم ما ينزل فكانوا يقولون: يا رسول الله راعنا يا رسول الله، وكانوا يقصدون تمهل حتى نكتب.

وكلمة راعنا فيها معنى التمهل والانتظار وفيها معنى الرعونة والحمق والطيش، ومن ثم اليهود كانوا يقولون كنا نسب محمداً والآن أصحابه يسبونه.

فأنزل الله تعالى قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ). (سورة البقرة:104)

مع أن اللفظ يحتمل المعنى والنية سليمة لكن اللفظ يحتمل معنى آخر سيء، ومن ثم نهاهم الله عنه فما كفتهم سلامة النية مع فساد اللفظ.

ما هو تعريف توحيد الأسماء والصفات؟

معنى توحيد الأسماء والصفات: أن تعتقد بأن أسماء الله أحسن الأسماء وأن صفات الله أجل الصفات ولا نثبت لله إلا ما أثبته لنفسه ولا ننفي عن الله إلا ما نفاه الله عن نفسه.

نفى الله عن نفسه صفات النقص، اليهود والنصارى اتهموا الله تعالى بصفات ناقصة (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ)، قال الله تعالى: (غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ). (سورة المائدة:64)

اليهود وصفوا الله تعالى بالبخل فرد الله عليهم خستهم وبين أنهم لعنوا بما قالوا، ثم بين الإثبات (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ).

اليهود اتهموا الله بالفقر (لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ۘ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا). (سورة آل عمران:181)

أثبت الله لنفسه الغني ونفى عن نفسه الفقر، أثبت لنفسه صفات الكمال والجلال والجمال ونفى عن نفسه صفات النقص.

ومن ثم نؤمن بالأسماء والصفات كما جاءت في القرآن إن أثبت الله لنفسه وجها فينبغي لنا أن نثبت له الوجه، إن أثبت الله لنفسه يداً لا بد أن نثبت له اليد، ولا نكيف ولا نعطل إنما نثبت متأسيين في اثباتنا برسول الله صلى الله عليه وسلم.

وما لا تفهمه ولا تستوعبه العقول سلم فيه لله وأمره كما جاء في كتاب ربك وكما أمره رسوله صلى الله عليه وسلم فقد يأتينا الشيطان يقذف بسؤال من خلق الله؟ وبين الرسول صلى الله عليه وسلم إن حدث هذا فليقل أحدكم آمنت بالله.

مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *