شرح صحيح الأدب المفرد للإمام البخاري لفضيلة الشيخ محمد نبيه يبدأ بشرح قوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا) ثم يكمل شرح ما ورد في الكتاب.
كتاب صحيح الأدب المفرد
اتقوا الله إخوتي الكرام واعلموا أنه رأينا أن نجعل الدرس في الأدب لنقف من خلال الأدب على صحيحه فنتأدب لله تبارك وتعالى ونتأدب مع رسوله صلوات الله وسلامه عليه ونتأدب مع سائر الخلق.
ورأينا أن نقرأ كتاباً في الأدب، فرأيت أن أجعل الدرس في شرح صحيح الأدب المفرد للإمام البخاري رحمه الله تعالى، حتى يكون الدرس وننتفع جميعاً إن شاء الله من الكتاب.
يبدأ فضيلة الشيخ محمد نبيه بشرح قوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا) (سورة الأحقاف:15)، فيبين سبب نزول الآية ويبين الرواة.
ثم يبين أن الأعمال تتفاضل، أفضل الأعمال على الإطلاق الصلاة على وقتها ثم بعد ذلك بر الوالدين ثم بعد ذلك الجهاد في سبيل الله.
عن أبي عمرو الشيباني قال: حدثنا صاحب هذه الدار – وأومأ بيده إلى دار عبدالله – قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله عز وجل؟ قال: (الصلاة على وقتها)، قلت: ثم أي؟ فقال: (ثم بر الوالدين)، قلت: ثم أي؟ فقال: (ثم الجهاد في سبيل الله)، قال: حدثني بهن، ولو استزدته لزادني.
ثم يبين أن جماع بر الوالدين في أن ترضي الله تبارك وتعالى فيهما، وأن ترضي والديك عنك في غير معصية الله تبارك وتعالى.
ويبين أن للأم ثلاثة أرباع البر وللأب الربع المتبقي، ويبين أن على الولد أن يلين ويذل ويتواضع مع والديه، وأن يحرص كل الحرص على إدخال السرور عليهما.
فالولد مهما فعل مع أبويه من البر والإحسان، لن يجزي أمه ولن يجزي أباه.
عن عبدالله بن عمر قال: رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد.
ويبين بعد ذلك أنه من حق الوالدين على الولد أن يجلهما ويوقرهما، ومن إجلال الوالدين عدم شتم الآخرين، لأن شتم الغير يؤدى إلى شتم الوالدين.
والنبي عليه الصلاة وأزكى السلام قال: (إنَّ مِن أكْبَرِ الكَبائِرِ أنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ والِدَيْهِ)، قيل: يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: (يَسُبُّ الرَّجُلُ أبا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أباهُ، ويَسُبُّ أُمَّهُ). (صحيح البخاري:5973)
كذلك من حق الوالدين على الولد الطاعة في طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
ويبين أن طاعة الوالدين تكون في طاعة الله تبارك وتعالى، وأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
ثم يكمل فضيلة الشيخ شرح الكتاب.