حائية ابن أبي داود يبين الشيخ محمد نبيه لماذا سميت بالحائية ثم يعرفنا على صاحب المنظومة الحائية ثم بعد ذلك يقرأ المنظومة الحائية ويشرحها.
من هو المؤلف؟
عبد الله بن سليمان بن اسحاق بن الأشعث السبستاني وكنيته أبو بكر، وكنية أبيه أبو داود صاحب سنن أبى داود، ولد أبو بكر سنة مائتين وثلاثين من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وشب في أحضان أبيه حتى بلغ مبلغ الصبا فأخذه أبوه وطاف به العالم.
فذهب إلى خرسان، ثم من بعدها إلى بغداد، ثم من بعدها إلى دمشق، ثم من بعدها إلى مكة المكرمة، ثم من بعدها أتى مصر المحروسة وطاف العالم، فسمع من علماء كثيرين وسمع منه علماء كثيرون وصنف تصانيف عديدة منها المسند والسنن والتفسير وصنف في الناسخ والمنسوخ.
وصنف كتاباً ماتعاً سماه المصاحف تعرض فيه إلى كتابة القرآن وتطوير أمر الكتابة من التدقيق والتشكيل ورسم المصحف وغير ذلك، وهو من الحفاظ وأهل الفهم العالي، وتوفي رحمه الله سنة ثلاثمائة وستة عشر من الهجرة.
اقرأ أيضا: شرح كتاب الشريعة
حائية ابن أبي داود
تمسك بحبل الله واتبع الهدى
اعلم عزيزي القارئ أن التمسك بكتاب الله تبارك وتعالى وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم هو أساس الهُدى، وأن يد الله تبارك وتعالى مع الجماعة، وأن الشيطان ذئب الإنسان.
واعلم بأن النبي صلى الله عليه وسلم لما حض على التزام الجماعة ضرب مثلاً فقال فيه صلى الله عليه وسلم: (إنما يأكل الذئب القاصية من الغنم)، ومعنى القاصية أي الشاردة.
واعلم أن كيد الشيطان يقوى على الإنسان ما دام وحده، أما إذا صلى مع آخرون توزع كيد الشيطان عليهم جميعاً.
اقرأ أيضا: كتاب الروضة البهية
ولا تك بدعياً لعلك تفلح
اعلم بأن ترك الكتاب والسنة في التحكيم وفي سائر الأحوال بدعة ما شرعها الله تعالى ولا أقرها النبي صلى الله عليه وسلم.
والبدعة في مقاييس اللغة هي ما ابتدأه الناس مما ليس له مثال سابق، ومعنى البدعة في اصطلاح الفقهاء هي كل ما استحدثه الناس في دين الله تبارك وتعالى مما ليس في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في هدي خلفائها الراشدين.
فمن أسباب الهداية الاعتصام بكتاب الله تبارك وتعالى وترك البدعة والأخذ بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
اقرأ أيضا: الجهل مصيبة كبرى على الفرد والمجتمع
ودن بكتاب الله وسنن الرسول
علينا أن نتمسك بحبل الله وأن نلتزم أوامر القرآن ونواهيه ونحترم حدوده ونتخلق بأخلاقه ونلتزم بعقائده، ونتأسي ونقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم لأنه لا يجوز لأحد أن يتعبد إلا بما تعبد به النبي صلى الله عليه وسلم، وعلينا بالالتزام بهدي الصحابة الكرام رضي الله عنهم.
ويذكرنا المؤلف بأن العمل بمصادر التشريع القرآن والسنة واجماع الصحابة الكرام والقياس على بعض الخلافات في بعض المذاهب سبب النجاح، وأن الله تبارك وتعالى ذكر في القرآن طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وما جاء في السنة النبوية من أحكام خاصة جاء القرآن بها في قول الله تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).
اقرأ أيضا: تعريف القرآن الكريم
وقل غير مخلوق كلام مليكنا
يذكرنا المؤلف بأن كلام الله تبارك وتعالى صفته، ومن ثم فالله عز وجل لما أوحى بالقرآن العظيم إلى النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام بين في كتابه أن الله تعالى متكلم فقال عز وجل: (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا).
هناك بعض الفرق التي شذت في الفهم ولما شذوا في الفهم عطلوا صفات الله تبارك وتعالى بزعم أنهم ينزهون الله تعالى، ولما عطلوا الصفات قالوا: إن القرآن مخلوق ومن ثم بهذا عطلوا صفة الكلام بالنسبة لله تبارك وتعالى.
والله ذكر في كتابه بأن القرآن كلامه وأن ما أنزله على رسله هو من كلام الله تبارك وتعالى، والإله الحق هو الذي يتكلم ويسمع ويرى فإذا ما عطلنا صفة الكلام فنحن بهذا ننسب النقص إلى الله تبارك وتعالى.
والله جل جلاله قال في كتابه: (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).