تخطى إلى المحتوى

شرح عمدة الأحكام

مشاركة:

شرح عمدة الأحكام في أحاديث خير الأنام رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدأ الشيخ محمد نبيه بمقدمة عن الكتاب، ويبين طريقته في شرح الكتاب.

شرح عمدة الأحكام
شرح عمدة الأحكام

شرح كتاب عمدة الأحكام

كتاب الطهارة

إنما الأعمال بالنيات

الحديث الأول من كتاب الطهارة روى الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث الصحابي الجليل أبي حفص الفاروقي عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه).

هو عمر بن الخطاب العدوي، ولد بعد عام الفيل بـ 23 عاما، أسلم قبله أربعون رجلاً وامرأة، أسلم رضي الله عنه وأرضاه وأسلم معه أبناءه، وكان إسلام عمر عزة للإسلام ومنعة، وعند الهجرة هاجر عمر علانية، ولما هاجر عمر شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم جميع الغزوات.

وكان عمر أعسر يسر أي يكتب بكلتا يديه لكن الشمال أقوى في الكتابة، وكان رجلا طوالا أدما أي قمحي اللون أصلع، وكان من العشرة المبشرين بالجنة، وكان شديداً في الحق، وبعد موت النبي صلى الله عليه وسلم كان مستشاراً للصديق أبو بكر رضي الله عنه.

وبعد خلافة الصديق تولى عمر رضي الله عنه إمرة المؤمنين، وهو أول من لقب بأمير المؤمنين، وأول من أرخ التاريخ، وأول من جعل مرتبات من بيت المال للمسلمين، ظلت خلافة عمر عشر سنين، وكان آخر أمره أن قتله أبو لؤلؤة المجوسي وهو يصلي، وكانت نهايته شهادة رضي الله عنه، وتوفي عمر بن الخطاب سنة 23 هـ.

روى الطبراني في المعجم الكبير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه: أن رجلاً كان يحب امرأة اسمها أم قيس وأرادها للزواج فقالت له: لا، إلا أن تهاجر، ولكنه لم يريد أن يهاجر وإنما هاجر ليتزوج من هذه المرأة، ومن بعدها سمي بمهاجر أم قيس.

شرح الحديث

(إنما) كلمة تفيد الحصر ومعنى الحصر هو إثبات الحكم للمذكور ونفي الحكم عما سواه، والحصر قد يكون حصر مطلق كحصر الألوهية لله ونفيها عما سواه، قال تعالى: (إِنَّمَا إِلَٰهُكُمُ اللَّهُ)، وقد يكون حصر مخصوص كقوله تعالى لرسوله: (إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ).

(الأعمال) جمع عمل وهي ما يباشره الإنسان بأعضاءه وجوارحه وقلبه، وعمل القلب النيات والإخلاص، والأعمال المقصودة في الرواية هي الأعمال الشرعية التي لا تجزئ إلا بالنية.

(النيات) النية هي من النوى يعني البعد، ومعنى النية الجد في طلب البعيد بعزم وقصد، واعلم أن أي قربة تريد أن تتقرب بها لله لا بد من النية أولاً، والنية عمل القلب وليست عمل اللسان، ومن ثم ليس هناك تلفظ بالنية إلا لمن نريد أن نعلمه ماذا يفعل.

شروط قبول الصلاة

الحديث الثاني من كتاب الطهارة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ).

شروط قبول الصلاة أولها طهارة القصد وتعني أنه يعمله ولا ينوي بعمله إلا وجه الله سبحانه وتعالى، والشرط الثاني موافقة هدي النبي صلى الله عليه وسلم.

شروط الوضوء الصحيح

الحديث الثالث من كتاب الطهارة عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وأبي هريرة، وعائشة رضي الله عنهم قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ويل للأعقاب من النار).

بعض الفوائد المستقاة من الحديث:

  • جواز الابتداء بالنكرة، وأن كلمة ويل تقال فيمن يستحق العقوبة، ومن لا يستحقها يقال له: ويح فلان.
  • أن تعميم الماء للعضو المغسول من شروط الوضوء الصحيح، ومن ثم لا يصح وضوء دون تعميم الماء لكل العضو المأمور بغسله.
  • ومن غسل الذراعين وترك منهم موضعاً لم يشمله الماء فوضوءه ناقص وإن صلى بهذا فصلاته غير صحيحة، فالنبي صلى الله عليه وسلم لما رأى الماء لم يصل إلى العقبين توعد العقبين بالنار فقال: (ويل للأعقاب من النار)، ودائماً الوعيد الشديد لا يكون إلا في الأمر الكبير.

الاستنشاق في الوضوء

الحديث الرابع من كتاب الطهارة عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء، ثم لينتثر، ومن استجمر فليوتر، وإذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يديه قبل أن يدخلهما في الإناء ثلاثاً، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده).

من أدب النبي صلى الله عليه وسلم استخدامه الكنايات في الكلام إذا كان في التصريح أذى لمشاعر البعض.

المسح على الخفين والتيمم

بعد ذلك يشرح الشيخ باب السواك، ثم باب المسح على الخفين وما ينقض المسح وكيفية المسح على الخفين، ثم ينتقل إلى شرح باب في المذي وغيره وأحكامه.

ثم يشرح باب الغسل من الجنابة وكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يغتسل من الجنابة، ثم ينتقل إلى باب التيمم وأحكامه، ثم يشرح باب الحيض وأحكامه وبهذا الباب ينتهي الشيخ من شرح كتاب الطهارة.

كتاب الصلاة

بعد ذلك ينتقل الشيخ إلى قرءاة كتاب الصلاة، فيبدأ بباب المواقيت ويبين الأوقات التي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فيها، ويبين أن لكل صلاة أوقات منها وقت فضيلة ووقت اختيار ووقت كراهة، ويبين متى تقع الصلاة أداءً ومتى تقع قضاءً؟ ثم يوضح فضل صلاة الجماعة ووجوبها.

الآذان

تعريف الآذان في اللغة وهو الاعلام، وفي اصطلاح الفقهاء هو الاعلام بدخول وقت الصلاة المفروضة بألفاظ مأثورة على صفة مخصوصة، وألفاظ الآذان معدودة ينبغي أن تؤدى كما جاءت دون زيادة أو نقصان.

ويبين ما ينبغي للمؤذن فعله وما يجب عليه أن يدين لله به، ويبين عظيم أمانته وأنه يزيد في الأجر على الإمام، ويذكر أن من أدب من يسمع الآذان أن يردد مع المؤذن ثم يصلي على سيد الأنبياء وإمام الأصفياء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويسأل الله تعالى له الوسيلة.

بعد ذلك يشرح الشيخ باب استقبال القبلة ويبين أن استقبال القبلة شرط من شروط صحة الصلاة إذا قدر المرئ على تحديد قبلته، ويوضح هدي النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته على الراحلة، ويبين هديه صلى الله عليه وسلم في تسبيحه في السفر، ويبين أن النبي ما كان يحرص في سفره على النافلة إلا على الضحى والوتر.

ويشرح بعد ذلك باب الصفوف ويبين أن تسوية الصفوف من تمام الصلاة، ثم ينتقل إلى باب الإمامة فيوضح ما نهى رسول الله عنه من عدم سبق الإمام في الصلاة، ويوضح ما ينبغي على الأئمة مراعاته من الرفق بالضعيف وعدم تنفير الناس والتيسير عليهم.

صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم

من صفة صلاته صلى الله عليه وسلم أنه بعد تكبيرة الإحرام والنية كان يسكت سكتة خفيفة يقول فيها دعاء الاستفتاح: (اللهم باعد بيني وبين خطايا كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد)، ثم يقرأ بفاتحة الكتاب.

من صفة صلاته صلى الله عليه وسلم أنه كان يركع حتى يستوي راكعاً، ونهى أن يشخص المرئ ببصره أي رفعها أثناء الركوع، ونهى عن تصويبها.

ومن صفة صلاته صلى الله عليه وسلم أنه إذا قام من الركوع اعتدل قائماً، واعلم أن الاطمئنان في الاعتدال ركن من أركان الصلاة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد لا يسجد أصحابه حتى يُلقي بنفسه على الأرض.

من صفة صلاة رسول الله في التشهد أنه كان يتورك في الركعة الرابعة وكان يفترش في الركعة الثانية، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قعدة الشيطان، وعن إقعاع الكلب، وافتراش كافتراش السبع، كان صلى الله عليه وسلم يسوي بين ركوعه وسجوده وبين القيام من الركوع والجلوس بين السجدتين.

يوم الجمعة

يوم الجمعة من خصائص هذه الأمة، خص الله تعالى به أمة النبي صلى الله عليه وسلم بعدما فرضه على اليهود فاختلفوا فيه وضلوا عنه، وفرضه على النصارى فاختلفوا فيه وضلوا عنه، وهدى الله له هذه الأمة فهو عيد هذه الأمة الأسبوعي.

ينبغي للمسلم في يوم الجمعة أن يتهيأ له بطريق تعبدي وهو أن تُكثر في يوم الجمعة من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وتستقبل يوم الجمعة من ليلته تقرأ فيها سورة الكهف لأن النبي بين أن من قرأها كان له نورٌ من الله تبارك وتعالى حتى الجمعة وزيادة ثلاثة أيام، وأن الله يعطيك نوراً تُحِسه في نفسك في أعمالك الصالحة، توفق في سمعك وبصرك وجميع أحوالك نوراً لمدة عشر أيام.

وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن من حفظ العشر الآيات الأول من سورة الكهف عُصم من فِتنة الدجال.

ينبغي علينا في يوم الجمعة أن نحرص على الغُسل والنظافة وعلى الثياب الجديد وعلى التتطيب والزينة ومن الزينة تقصير الشعر والشارب وتقليم الأظافر.

صلاة الجمعة

يذكر الشيخ حكم صلاة الجمعة وعدد ركعاتها ووقتها والأحكام المتعلقة بها، ويذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الجمعة خطبتين وكان يقف فيها على المنبر.

ويوضح سنتها التي بعدها وأن من صلى في المسجد فليُصلي في المسجد أربع ركعات ومن صلى في بيته فليصلي ركعتين، ويصح أن تصلى ركعتان بعد الجمعة في المسجد ويصح أن يصلى في البيت كذلك ركعتين، ويبين أن الجمعة لا سنة قبلية لها وأن ما يفعله الناس ينبغي أن يفعل تحت مطلق النافلة.

ويبين ما ينبغي للإنسان حال خطبة الخطيب وما عليه إلا الإنصات وأي كلام في غير ذكر الله تعالى لغو، ويوضح بعض الأخطاء التي تصدر من الناس وهو التسبيح على المسبحة حال خطبة الخطيب وأن هذا لغو.

صلاة الكسوف وصلاة الاستسقاء وصلاة الخوف

بعد ذلك يشرح الشيخ باب صلاة الكسوف، وماذا فعل رسول الله عندما خسفت الشمس على عهده وماذا قال للناس، ويذكر صلاة الاستسقاء وكيفيتها.

ويشرح صلاة الخوف وكيف تكون، ويبين أنها ليست صلاة مستقلة كصلاة العيدين أو صلاة الكسوف أو الاستسقاء، إنما هي صلاة من جنس الصلاة المفروضة لكنها تتكيف بحال الأمن والخوف، في حال الأمن لا بد من الركوع باطمئنان والسجود باطمئنان، أما في حال الخوف يكون الركوع والسجود حسب درجة الخوف.

الجنائز وأحكامها

يشرح الشيخ باب الجنائز ويبين كيفية صلاة الجنازة، ويذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي رحمه الله تعالى صلاة الغائب، ويبين أن صلاة الغائب مشروعة.

ويوضح جواز النعي شريطة أن يكون الهدف من وراءه الدعاء للميت والاستغفار له ولا يتضمن النعي أمراً من أمر الجاهلية.

ويبين أنه إذا علم إنسان بموت عزيز عليه ولم يدرك صلاة الجنازة فلا مانع من أن يأتي قبره ويصلي عليه أربع تكبيرات كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.

يوضح الشيخ الكفن ولوازمه والغُسل وأحواله، ويذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى النساء عن اتباع الجنائز ولم يعزم عليهن، ويبين أن كفن المرأة ككفن الرجل، وأن غُسل المرأة كغُسل الرجل، ويكمل باقي الأحاديث المتعلقة بكتاب الصلاة.

كتاب الزكاة

ينتقل الشيخ إلى كتاب الزكاة، فيبين مشروعية الزكاة وأدلتها من القرآن الكريم ومن السنة النبوية وأن الأمة أجمعت على فرضيتها وأنها ركن من أركان الدين الحنيف.

الحكمة من مشروعية الزكاة

الحكمة من مشروعية الزكاة أن الله تبارك وتعالى جعل في المال حقاً معلوماً حتى يعيش الفقراء بجوار الأغنياء حيث لا تجمل ولا منة ولا أذى.

وفرضت الزكاة حتى يزدهر الاقتصاد وحتى تجمل الحياة، وفرضت الزكاة حتى ينتهي الناس عن الربا.

الأموال التي يجب فيها الزكاة

الزكاة في ماشية الأنعام التي هي الإبل والبقر والضأن مرتبطة بالحول لكنها تزيد عن غيرها من الشروط شرطان:

  1. أن تسوم أغلب الحول.
  2. ألا تكون عاملة أي ممتهنة عند صاحبها في الأرض لحمل متاعه.

والزكاة تكون في الذهب والفضة إذا بلغ المال النصاب، والنصاب في الذهب عشرون مثقالاً، وفي الفضة مائتين درهم.

والزكاة في الزروع والثمار خمسة أوسق، وزكاة الزروع والثمار تكون على الخارج من الأرض، إن كان الخارج في يد المالك فعليه الزكاة، وإن كان الخارج في يد المستأجر فعليه الزكاة، وإن كان الخارج شركة بين المالك والمستأجر فلا مانع أن يُزكى المال قبل التقسيم.

وإن رفض أي منهما هذا يٌقسم المال فإن بلغت حصة المرئ نصاباً وجبت في ماله الزكاة، وإن لم تبلغ في حصته النصاب فلا زكاة عليه.

أما زكاة العقارات فإن كان العقار مُعداً للتجارة فزكاته كزكاة عروض التجارة، ومن اتخذ أرضاً للتجارة إن كانت أرضاً وزرعت ثم أخرج زكاة زرعها فزكاة الخارج منها زكاة لها وتجزئ عن زكاة عروض التجارة، أما إن بقيت دون زراعة وأبقاها صاحبها للتجارة فزكاتها زكاة عروض التجارة.

أحكام في الزكاة

يجوز أخذ الزكاة سنة مقدمة إذا كان هذا لصالح الفقراء والمحتاجين، وكذلك يجوز تأخير الزكاة إذا كان لمصلحة الفقراء والمحتاجين.

وفي التجارات زكاة، وزكاة التجارة النصيب المفروض فيها ربع العُشر، والزكاة في عروض التجارة تكون في المال الذي يروج الذي يقبل البيع والشراء، أما الثوابت فلا زكاة فيها كأساس المحلات.

مصارف الزكاة

بين الله تبارك وتعالى مصارف الزكاة في سورة التوبة حيث يقول الله جل ذكره: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ).

من يستحق الزكاة لا بد أن يكون مسلماً إلا في المؤلفة قلوبهم، والمؤلفة أنواع منهم فريق كفار نريد أن نستميلهم إلى الإسلام فنستميلهم بجزء من سهم المؤلفة قلوبهم.

وشرط في من يستحق الزكاة ألا يكون فرعاً ولا أصلاً للمزكي أي لا يصح أن أعطي زكاتي لولدي ذكراً كان أو أنثى ولا لأبي ولا لجدي ولا لأمي، إنما زكاتي تصح لأخوتي، أما إن كان زوج البنت فقيراً فلا مانع من أن أعطي زوج ابنتي الزكاة لكن لا أعطيها لابنتي.

ومن شروط مستحقي الزكاة أن لا يكون المستحق هاشمياً أي ألا يكون من نسل رسول الله ولا من بني هاشم لأن بني هاشم حرام عليهم الصدقة.

كتاب الصيام

الصيام لغة هو الإمساك، وشرعاً هو الإمساك عن المفطرات في نهار رمضان من العلم بالهلال إلى آخر أيام رمضان.

المفطرات هي الأكل والشرب والجماع واستدعاء الشهوة، والحيض والنفاس وهذا ليس في ملك صاحبه، وكذلك من المفطرات القئ عمداً، ومن المفطرات ما يسبق إلى الجوف بإرادة ولو بلع حصى على سبيل العمد.

يجب الصيام برؤية الهلال ويبدأ يوم الصيام بالسحور.

السحر وأحكامه

من أحكام أكلة السحر أن الفجر لو أُذن له وفي الفم طعام ما في الفم يبقى في الفم وما خارج الفم يبقى خارج الفم، ولو أذن الفجر وفي يدك كوب الماء ما سبق إلى فمك ابلعه ثم أنزل الإناء عن فمك.

أكلة السحر أكلة مباركة لأنها من هدي النبي ولأن فيها مخالفة لأعداء النبي صلى الله عليه وسلم، ولأنها توافق وقت السحر وهو أفضل أوقات الليل يتنزل فيه الرب تبارك وتعالى ينادي على عباده: (هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فأغفر له هل من سائل فأعطيه) حتى يطلع الفجر.

فإذا طلع الفجر أدرك المتسحر صلاة الفجر وهذه بركة أخرى، ثم في طول النهار تؤانسه أكلة السحر حتى لو كانت الأكلة في شربة ماء.

الصيام في السفر

أقر النبي صلى الله عليه وسلم الصائمين في سفرهم وأقر المفطرين في سفرهم على حالهم، وتأدب الصحابة رضي الله عنهم بأدب النبي صلى الله عليه وسلم ما عاب بعضهم على بعض.

واعلم أن قضاء الفائت من الصيام لا يجب فيه التتابع وإنما يصومه الإنسان على قدر استطاعته وجهده.

من مات وعليه صيام

من مات وعليه صيام إن كان قبل موته مريضاً بمرض لا يرجى برئه فشرعه أن يطعم عنه بعد موته، أما إن كان قد أفطر في علة يرجى برئها ومات وعليه صيام يصوم عنه وليه، ووليه أي وارثه.

الصيام الفائت دين في الذمة وينبغي للمسلم أن يكتب ما عليه من ديون وأن يخبر أهله ويوقفهم على ما عليه حتى إذا عُجل بالمنية قضى عنه أهله دينه.

كتاب الحج

ينتقل الشيخ إلى كتاب الحج في شرح عمدة الأحكام، فيوضح مواقيت الحج الزمانية والمكانية، ويبين ما ينبغي لمن أراد الحج أن يقوم به، ويوضح ما يلبسه المحرم من الثياب في إحرامه وما لا يلبسه.

من سنن الحج التلبية، والتلبية الصحيحة هي التلبية التي لباها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي: (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)، ومعنى التلبية اتجاهي وقصدي إليك وخضوعي لك.

قص الشعر أو قلعه أو حلقه أو نتفه حرام على المُحرم هو من محظورات الإحرام إلا أن يكون عند الإنسان علة.

استلام الركن الأسود يكون باليد عند القدرة على ذلك فإن عجز الإنسان أن يستلمه بيده يكفي في استلامه الإشارة مع ذكر الله تعالى وتكبيره.

ساق النبي صلى الله عليه وسلم الهدي من المدينة إلى مكة وحج قارناً صلوات الله وسلامه عليه أدخل العمرة في الحج، والقران يدخل تحت التمتع ويلزم القارن هدي يُقدمه وهو هديٌ واجب، والقارن متمتع لأنه يؤدى العمرة مع الحج بإحرام واحد وفعل واحد وميقات واحد.

كتاب البيع

كلمة بيوع هي مصدر لكلمة باع وجمع بيع، والبيع له تعريف ينبغي أن يحفظه كل مسلم وهو تملك نتج عن مبادلة مال بمال على وجه التراضي والاكتساب في غير منفعة ولا قربة ولا متعة لذة.

أركان البيع وشروطه، معنى الركن هو ما يتوقف عليه وجود الشئ، وأركان البيع هي العاقدان (البائع والمشتري) والمعقود عليه (السلعة) والثمن والصيغة، ومعنى الشرط هو ما يلزم من عدمه العدم ولا يلزم من وجوده وجود ولا عدم.

شروط البيع

من شروط البيع الإيجاب والقبول وهو حدوث رضا بين الطرفين، ومن شروط البيع أن يكون البائع صاحب أهلية أي أن يكون راشداً عاقلاً.

معنى البيع بالخيار هو عبارة عن فرصة ليتروى فيها البائع والمشتري حتى لا يندم على عقد الصفقة في بيعه أو شراءه.

من أسباب البركة الصدق وتبيين ما في السلعة من عيب، ومن أسباب محق البركة الكذب وكتم عيوب السلعة وعدم إظهارها، لا يجوز للإنسان أن يبيع شيئاً لا يملكه، لا بد أن يملكه أولاً وأن يدخل في حوزته ثم من بعد ذلك هو وما بدى له.

الربا وآكليه

الربا من أكبر الكبائر التي نبه الله تعالى عليها في القرآن الكريم ونهى عنها النبي في السنة النبوية، والربا هدد الله تبارك وتعالى آكليه بحرب من عنده، وبسببه لعن الذين أكلوه من أهل الكتاب.

والنبي صلى الله عليه وسلم بين أن القليل من الربا سبيل إلى نار الله وعذابه يوم القيامة وسبيل إلى الفضيحة في الدنيا قبل الآخرة، ومن الربا بيع الذهب بالذهب متفاضلاً غير متساوي، ومن الربا بيع الفضة بالفضة متفاضلاً وكذلك البُر بالُبر والشعير بالشعير.

يجوز بيع المختلفين متفاضلاً شريطة أن يكون يداً بيد كمن يبيع الذهب بالفضة له أن يبيع جرام الذهب بما شاء من فضة لكن شرط التقابض في المجلس أي لا يصح البيع آجلاً.

والهبة تمليك بلا عوض حال الحياة، والواهب له حق الرجوع في هبته إذا وهب إلى ولد، أما إذا وهب لأجنبي أو إلى مشروع خيري فلا حق له في الرجوع، وإن رجع ينطبق عليه قول الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم: (العائد في هبته كالكلب يقئ ثم يعود في قيئه).

مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *