مفهوم تجديد الدين للشيخ محمد نبيه يوضح فيها معنى تجديد الدين ودور الإمام الشافعي التجديدي في عصره ويبين شروط المجدد.
ما هو التجديد في الدين؟
روى أبو داود من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ يبعثُ لِهَذِهِ الأمَّةِ على رأسِ كلِّ مائةِ سنةٍ من يجدِّدُ لَها دينَها). (صحيح أبي داود:4291)
إخوتي الكرام، لقائنا من خلال هذه الرواية نبين ما فيها، سائلين الله تبارك وتعالى أن يوفقنا وأن يسددنا وأن يعيننا على فهم ما نقول.
إنَّ اللَّهَ يبعثُ
يأتي البعث بمعاني كثيرة، من هذه المعاني يأتي بمعنى الإرسال، قال الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا﴾. (سورة الجمعة:2)
أي أرسل في الأميين رسولاً، فهنا البعث بمعنى الإرسال، ويكون المعنى: إن الله يرسل لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها، ومعنى إرسال العالم تأهله للتصدي لنفع الأنام وانتصابه لنشر الأحكام.
لِهَذِهِ الأمَّةِ
الأمة المعنية هي أمة النبي محمد عليه الصلاة وأزكى السلام، وأمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم قسمان، أمة يقال لها: أمة الدعوة، وأمة يقال لها: أمة الإجابة.
أمة الدعوة تشمل كل من عاصر رسالة النبي آمن بها أو كفر.
وتصديق هذا في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لا يَسْمَعُ بي أحَدٌ مِن هذِه الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، ولا نَصْرانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ ولَمْ يُؤْمِنْ بالَّذِي أُرْسِلْتُ به، إلَّا كانَ مِن أصْحابِ النَّارِ). (صحيح مسلم:153)
الشاهد في الرواية: أن اليهودي والنصراني في عداد أمة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه يقال لها: أمة الدعوة، أي الجميع مدعو إلى الإيمان بالله تعالى وبرسوله محمد عليه الصلاة وأزكى السلام.
أما أمة الإجابة فيعنى بها من استجابت لأمر الله تعالى فآمنت برسول الله.
وتصديق هذا في صحيح الإمام البخاري من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ أُمَّتي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَن أَبَى)، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَن يَأْبَى؟ قالَ: (مَن أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَن عَصَانِي فقَدْ أَبَى). (صحيح البخاري:7280)
فأمة الإجابة هي من أجابت وأطاعت.
على رأسِ كلِّ مائةِ سنةٍ
أي: انتهائها أو ابتدائها وهذا إذا قل العلم واندرست السنة وكثر الجهل وانتشرت البدعة، رأس الشيء يطلق على أوله ومنتهاه.
وتحقيق هذا في السنة النبوية خاصة عند ابن ماجة من حديث معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه وأرضاه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ألا أخبرُكَ برأسِ الأمرِ، وعمودِهِ، وذروةِ سَنامِهِ؟). (صحيح ابن ماجه:3224)
رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد، والشاهد في الرواية أن الإسلام هو أصل الديانة وعبر عنه برأس الأمر وأصل الشيء أوله.
أما الرأس يطلق على المنتهى والآخر تحقيقه في الصحيحين من قول الصحابي الذي كان يصف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (بَعَثَهُ اللَّهُ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً).
أي لما أتم الأربعين سنة بعث النبي صلى الله عليه وسلم وأرسله الله تعالى رحمة للعالمين، هل يا ترى المائة سنة تحسب من ميلاد النبي أو من بعثته أو من هجرته أو من وفاته؟
خلاف عند أهل العلم.
من يجدِّدُ لَها دينَها
أي: يبين السنة من البدعة فيكثر العلم ويعلو أهله فتموت البدعة ويذل أهلها.
والتجديد هو إحياء ما اندرس من العمل بالكتاب والسنة والأمر بمقتضاهما، وإماتة ما ظهر من البدع والمحدثات.
كان المجددون في المائة سنة الأولى بعد النبي صلى الله عليه وسلم هم صحابته رضوان الله عليهم.
ثم بعد عصر الصحابة رضي الله عنهم اتفق الزهري وأحمد بن حنبل وغيرهما من الأئمة المتقدمين والمتأخرين على أن من المجددين في رأس كل مائة على رأس المائة الأولى عمر بن عبد العزيز رحمه الله، وعلى رأس المائة الثانية الإمام الشافعي رحمه الله.
اقرأ أيضا: تعريف السيرة النبوية لغة واصطلاحا
عمر بن عبدالعزيز وتجديد الدين
كان عمر بن عبدالعزيز عالماً تعلم العلوم كلها وكان مفتياً وكان خليفة للمسلمين، وانتشر العدل في عهده وعم الأمان وجه الأرض، ولم يكن للبدعة سبيل في دنيا الناس ولا في دينهم، ومن ثم اعتبر مجدداً.
فالمجدد هو من يقوم على أمر الدين، يبرز القرآن والسنة ويعلي أهلها، ويدحض البدعة والشبهة ويذل أهلها، والمجدد هو الناصر لدين الله تعالى، هو من ينصر الدين على البدعة وينصر الحق على الباطل.
وشرط المجدد أن يكون على إطلاع بجميع العلوم، علوم الدين الظاهرة والباطنة وما يشملها وما يخدمها، هناك علم يخدم علماً وهناك علم تخدمه علوم.
لذلك على المائة الأولى كان عمر بن عبدالعزيز رضي الله تعالى عنه، عمر بن عبدالعزيز عاش أربعين سنة، هذه مدة حياته، حكم المسلمين فيها سنتين ونصف السنة، وانتشر العلم في عهده وبرزت السنة وانتصر أهلها ولم يكن هناك ذكر للبدعة ولا لأهلها.
وقد توفي عمر بن عبد العزيز سنة إحدى ومائة.
الإمام الشافعي وتجديد الدين
قيض الله تعالى للمائة الثانية عالماً قرشياً مطلبياً هو ابن عم النبي عليه الصلاة وأزكى السلام، أعني ابن عمه ليس من أبناء عمومته في النسب فليس ابناً للحارث ولا ابناً لأبي طالب، إنما هو ابن عمه يعني أبوه يتصل نسبه بعبد مناف، ومعلوم أن النبي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.
وهذا العالم القرشي: محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هشام بن المطلب بن عبد مناف.
والمطلب أخو هاشم بن عبد مناف جد النبي صلى الله عليه وسلم.
أين ولد الإمام الشافعي
سافر أبوه إلى الشام في رحلة الشتاء والصيف، سافر عزباً ثم تزوج في سفرته، تزوج في غزة، وتزوج امرأة من الأزد من اليمن، ثم بنى بها ولما ولد الشافعي مات أبوه، وتربى الشافعي يتيما، ولد الشافعي في السنة التي مات فيها الإمام أبو حنيفة النعمان رحمة الله تعالى عليه.
ولد الشافعي سنة 150 من هجرة سيد المرسلين عليه الصلاة وأتم التسليم، ولد في غزة من أرض فلسطين، وبعد سنتين من ميلاده انتقلت به أمه إلى مكة المكرمة لتعرفه على أنسابه وأقربائه، ولما أتى مكة قامت على رعايته.
فلما كبرت سنه وصار في مرحلة الصبا حفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، ثم قرأ الموطأ وحفظه واستظهره وهو ابن عشر سنين، ثم جلس إلى مسلم بن خالد الزنجي وكان إمام أهل مكة، جلس إليه وتعلم بين يديه، وجلس بين يدي سفيان بن عيينة رحمة الله تعالى عليه، وقد ملأ طباق الأرض علماً.
رحلة الشافعي إلى المدينة
جلس بين الشيخين ثم طلب من شيخه أن يرسله إلى المدينة، ليجلس بين يدي الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى، فأجازه شيخه وذهب إلى المدينة وجلس بين يدي مالك وقرأ عليه الموطأ، فاعتمده مالك واندهش لمكنته ونجابته، بل أجلسه شيخه وهو ابن الخامسة عشر ليفتي الناس.
ثم من بعدها ذاع صيت الشافعي وانتشرت مناظراته لأهل البدع والأهواء فأطبقت الأرض كلها على الشافعي، ومن بعدها وشى الواشون في حقه، والواشي هو الذي يسعى بالفساد، وشى الواشون في حقه تغيظوا منه، فوصل إلى الخليفة إلى هارون الرشيد أن الشافعي يتشيع.
لما أظهر ولاءه وحبه لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم اتهمه الواشون أنه يتشيع فاستقدمه الخليفة للعراق سنة 185 هجرية.
رحلة الشافعي إلى العراق
ذهب الإمام الشافعي إلى العراق وشاء الله له في هذا الاستقدام أن يجلس مع علماء العراق ويسمع منهم ويملي عليهم، فاستدعاه الرشيد وسأله في التهمة فرد الشافعي على الرشيد رداً فهم منه الرشيد أنه ليس بشيعي.
لأن الشيعي المذموم هو الذي يسب أبا بكر وعمر، وهو الذي لا يقر بإمامتهما، وهو الذي يخالف المسلمين في عقيدتهم، لكن من يحب آل النبي صلى الله عليه وسلم لا يحكم عليه بأنه شيعي، فلما فهم الرشيد من الشافعي أجازه.
فقال الشافعي فيها شعراً موجود في بطون الكتب:
إن كان رفضا حب آل محمد
فليشهد الثقلان أني رافضي
يعني هو محب فقط لا يعتقد اعتقاد الشيعة ولا يقع في سب الصحابة، إنما يقدم أبا بكر وعمر على عثمان وعلى، ويقدم الأربعة على غيرهم، ويقر بفضل الصحابة رضي الله عنهم ولا يعادي أحداً ولا ينصب العداء لأحد، فأقره الرشيد.
فجلس في العراق فتناول من علوم أهلها وأخذ عن علمائها، ثم أتى مكة ثانية، ثم ارتحل إلى العراق سنة 195 هجرية مرة ثانية، ثم أتى مكة، وذهب إلى اليمن ليتعلم علم الفراسة، ثم جلس إلى هذيل وتعلم من شعر هذيل.
أخذ من كل العلوم وكان شاعراً نبيلاً، وتعلم الرمي وكان لا يخطئ في رمي إذا رمى، كان يصيب من كل عشرة عشرة، اشتهر في الرمي وبرع ونبغ في العلم.
ثم ذهب إلى العراق مرة ثالثة سنة 198 هجرية، ثم من بعدها أسس مذهبه في العراق.
رحلة الشافعي إلى مصر
ثم من بعدها أتى مصر حرسها الله تعالى سنة 199 هجرية، وجلس إلى العلماء فيها وجعل يغير من فتاويه التي أفتى بها في العراق، لذلك عند الشافعية يقولون المذهب القديم والمذهب الجديد، القديم الذي كان في العراق والجديد الذي آل إليه الأمر في مصر.
في العراق كان يفتي بأن الذي يمسح على الخف يمسح مطلقاً لا يوقت بوقت، وكان عنده في هذا حديث لابن أبي عمارة أن المسح مطلقا، وابن أبي عمارة ضعيف.
فلما أتى مصر ووصله الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المسح للمسافر ثلاثة أيام بلياليهن وللمقيم يوم وليلة أخذ بالصحيح وترك الضعيف.
فرجع عن فتواه القديمة في العراق إلى الفتوى الصحيحة في مصر، وجلس وأخذ من تلاميذ الإمام الليث بن سعد، هو لم يدرك الإمام الليث رحمه الله تعالى، بل أدرك تلامذته، ولما سمع من تلامذته العلم ترحم على الليث وقال: رحم الله الليث بن سعد كان أفقه من مالك غير أن أصحابه لم يحملوه.
كأنما مدح الليث وعاب تلامذته، لأن الشيخ إذا صار علمه بين الناس ولم يدون علم الشيخ يضيع العلم، والسبب في تضييعه التلامذة الكسلى.
عند ذلك برع الشافعي وزادت مكنته وانتشر صيته وحارب أهل الأهواء وحارب أهل البدعة وانتصر للسنة.
مذهب الشافعي
الشافعي في مذهبه يعتمد القرآن الكريم والسنة الصحيحة، ويقول إن وجوب اتباع السنة كوجوب اتباع القرآن لأن من أطاع الرسول صلى الله عليه وسلم فقد أطاع الله، ثم اعتمد الإجماع الذي ليس فيه خلاف، ونبذ الرأي وأخذ بالقياس، ثم اعتمد خبر الواحد إذا كان راويه ثقة عدلاً وإذا اتصل سنده برسول الله صلوات الله وسلامه عليه.
ونفى الإستحسان، لم يعتمد الإستحسان من مصادر التشريع، لماذا؟
لأن الشافعي رحمه الله تعالى بين أن الإنسان لا يستحسن الشيء إلا بالشرع، لأنني إن استحسنت شيئاً فلربما استقبحته أنت، وإن تركنا الدين للإستحسان حسنت ما أراه وحسنت ما تراه عندها يضيع الدين.
واستدل بقول الله تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ ۚ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ). (سورة الحجرات:7)
الشاهد في الآيات، ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه، من الذي يحبب ومن الذي يزين، الله وليس الناس، هنا الإستحسان ليس مصدراً عند الشافعي لأن الذي يملك التحسين والتقبيح هو الله، لا يحق لأحد أن يقول هذا حلال لأني أستحسنه أو هذا حرام لأني أستقبحه.
فالعادات تجري في البلدان تختلف كل بلد عن غيرها في العادات، هذه تستحسن أموراً يستقبحها الآخرون.
لذلك الشافعي تجديده أنه انتصر للقرآن وانتصر للسنة ونفى البدعة ورفع أهل السنة ونبذ أهل البدعة واعتمد القياس واعتمد حديث الآحاد إذا جاء متصلاً وكان راويه ثقة، أخذ بالقياس رفض الإستحسان، وهذا هو التجديد المعني.
وكان الشافعي رحمه الله تعالى موسوعة في كل شيء، كان يجلس بين يديه كل الناس، من أراد الحديث جلس، ومن أراد الفقه جلس، ومن أراد الأدب جلس، ومن أراد اللغة جلس، ومن أراد الشعر جلس، وقلما تجد بين الناس مثل هذا المثال.
لذلك أطبقت الأمة كلها على أن الشافعي هو المجدد الذي بعثه الله تعالى على رأس المائة الثانية.
اقرأ أيضا: خطبة عن العلم وأثره على الفرد والمجتمع
وفاة الإمام الشافعي
الشافعي لم تطل حياته إنما مات وهو ابن أربع وخمسين سنة، ولد سنة 150 هجرية ومات في مصر حرسها الله تعالى سنة 204 من الهجرة، عاش أربعة وخمسين سنة وما زلنا نقول رحم الله الشافعي.
لذلك المجدد هو من يبرز الدين على المنهج القويم، هو الذي يحارب البدعة والمبتدعين، هو الذي يجلي السنة مما علق بها عند الناس من شبه، هذا هو المجدد.
لا يستحدث ديناً جديداً، إنما يحيي ما أماته الناس، يحيي ما اندرس من الدين، ما ضاع وفاته الناس، يحييه ويعيده وهذا هو التجديد.
مفهوم تجديد الدين ليس معناه استحداث ديناً جديداً، إنما معناه أن يقوم العالم على أمر الدين، يجلي الشبه ويدحض البدع، ويرفع السنة ويرفع أهلها، يعيد للدين لمعانه وبريقه، يحيي ما اندرس منه وضاع، هذا هو المجدد.
وما علينا إخوتي الكرام إلا أن نعهد بذرارينا، إن كنت قد غبت أنت واستكثرت لنفسك أن تعود لا تيأس، ما المانع أن تصحب كتابك وتذهب للشيخ ليعلمك؟ هل هناك مانع؟
أبداً ليس هناك مانع ودعك وكلام الناس (بعد ما شاب راح الكتاب) هذا أسلوب تيئيس، أنا عندما أصطحب كتابي وأذهب لطلب العلم وأموت، أنا شهيد العلم، والله تعالى يكتب لطالب العلم ثوابه، يعد له الخطى، ويعليه فوق درجة الصائمين القائمين.
حتى الإمام الشافعي رحمة الله تعالى عليه من أقواله الطيبة قال: قراءة الحديث أفضل من صلاة التطوع، وقال كذلك: النظر في كتب العلم أعلى من صيام النافلة.
لذلك اطلب العلم، اطلبه ولو كنت في آخر رمق من حياتك، لأن طلب العلم طلب للشرف، وفي الحديث: (خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ). (صحيح البخاري:5027)
إذا غاب عنك هذا فلا يغب عنك هذا في ولدك، إذا لم تكن من أهل الطلب فاترك ابنك يكون طالباً، إذا غاب عنك أن تكون طالباً للعلم فاجعل ابنك طالباً، اعهد به للقرآن اعهد به لتعلم السنة.
اعهد بولدك للشيخ يعلمه ويؤدبه، تنتشر عند ذلك الفضيلة، انتشار العلم انتشار الفضيلة، اندثار العلم انتشار الرذيلة، إذا انتشر العلم زادت نسبة الفضيلة في دنيا الناس، أما إذا اندثر العلم وضاع زادت نسبة الجريمة في دنيا الناس.
لذلك تجديد الدين إحياء السنة، إحياء ما اندثر، عودة الفضيلة، انتشار العلم، انتفاء الجهل، أما إذا انتفى العلم لا يتوفر إلا الجهل والحياة مع الجاهلين لا تطاق.