تخطى إلى المحتوى

مختصر منهاج القاصدين

مشاركة:

مختصر منهاج القاصدين هو كتاب يحتاج إليه المنتهي كما يفتقر إليه المبتدي لأن فيه أسرار العبادات والتحذير من آفات المعاملات.

مختصر منهاج القاصدين

شرح مختصر منهاج القاصدين

مؤلف الكتاب

الكتاب من تأليف العلامة نجم الدين أبو العباس أحمد بن عبدالرحمن بن محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي، ولد في شعبان سنة 651 هجرية، وسمع الحديث وهو صغير وتفقه على والده وكان سريع الحفظ جيد الفهم، وولي القضاء ولم يبلغ الثلاثين وشهد فتح طرابلس مع الملك المنصور وكان له مشاركة جيدة في العلوم، وتوفي رحمه الله سنة 689 هجرية بقاسيون ودفن إلى جنب أبيه وجده وكان عمره 38 سنة.

اختصر المؤلف كتابه من كتاب “منهاج القاصدين” للإمام عبدالرحمن بن الجوزى، والذى اختصر المنهاج من كتاب “إحياء علوم الدين” للإمام الغزالي.

فجاء كتابنا هذا مختصراً للمختصر وحوى دروساً رائعة في الأخلاق المقتبسة من كتاب الله تعالى ومن السنة النبوية الشريفة، فهو على صغر حجمه غزير النفع، عميم الفائدة، جليل الأثر، تعاقب على دراسته والاستفادة منه طلبة العلم قديماً وحديثاً.

قسم المؤلف كتابه إلى أربع أقسام وهي:

  1. العبادات.
  2. العادات.
  3. المهلكات.
  4. المنجيات.

ربع العبادات

كتاب العلم

يبدأ الشيخ محمد نبيه شرح كتاب العلم بتوضيح فضل العلم والعلماء، ويبين أن الله تعالى جعل شهادة العلماء تلي شهادة الملائكة، قال تعالى: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ)، وأولو العلم أعلاهم الأنبياء والرسل.

أدلة على فضل العلم من القرآن الكريم

  • (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ). (سورة الزمر: الآية 9)
  • (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ ). (سورة المجادلة: الآية 11)
  • (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ). (سورة فاطر: الآية 28)

أدلة على فضل العلم من السنة النبوية

ورد في الصحيح عن معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: (مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ، وإنَّما أنا قاسِمٌ واللَّهُ يُعْطِي، ولَنْ تَزالَ هذِه الأُمَّةُ قائِمَةً علَى أمْرِ اللَّهِ، لا يَضُرُّهُمْ مَن خالَفَهُمْ، حتَّى يَأْتِيَ أمْرُ اللَّهِ). (صحيح البخاري 71)

وكذلك من الصحيح في فضل العلم ما جاء من حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال: ذُكِرَ لرَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رجُلانِ؛ أحدهما عابدٌ، والآخَرُ عالِمٌ، فقال رسولُ اللهِ: (فضلُ العالمِ على العابِدِ، كفَضْلِي علَى أدناكم، إِنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ وملائِكتَهُ، وأهلَ السمواتِ والأرضِ، حتى النملةَ في جُحْرِها، وحتى الحوتَ، ليُصَلُّونَ على معلِّمِ الناسِ الخيرَ). (الجامع الصغير 5841)، والمقصود بأدناكم هو أقل الناس إيمانا.

وكذلك من الصحيح ما جاء من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (وإنّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ، وإنَّ الأنبياءَ، لم يُوَرِّثوا دينارًا، ولا درهمًا، إنما وَرّثوا العلمَ، فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافرٍ). (صحيح الجامع 6297)

وكذلك ما ورد في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ). (صحيح مسلم 2699)

كتاب الصلاة

الصلاة عماد الدين وغرة الطاعات، وقد ورد في فضائل الصلاة أخبار كثيرة مشهورة، ومن أحسن آدابها الخشوع.

روي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من امرئ تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يأت بكبيرة، وذلك الدهر كله).

وللصلاة أركاناً وواجبات وسنناً، وروحها النية والإخلاص والخشوع وحضور القلب، لذلك ينبغي على المصلي أن يكون راجياً بصلاته الثواب، كما يخاف من تقصيره العقاب.

وينبغي للمصلي أن يحضر قلبه عند كل شيء من الصلاة، فإذا سمع نداء المؤذن فليمثل النداء للقيامة ويشمر للإجابة، ولينظر ماذا يجيب؟ وبأي بدن يحضر؟

وإذا ستر عورته فليعلم أن المراد من ذلك تغطية فضائح بدنه عن الخلق، فليذكر عورات باطنه وفضائح سره التي لا يطلع عليها إلا الخالق وليس لها عنه ساتر، وأنها يكفرها الندم والحياء والخوف.

أما الأوقات المنهي عن الصلاة فيها فهي من بعد الفجر حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب الشمس، وعند شروق الشمس وعند غروبها وعند انتصافها وسط السماء.

ربع العادات

آداب الطعام

من آداب الطعام النية حتى تنال الأجر بنيته لأن الأمور العادية تتحول إلى أمور عبادية إذا توفرت فيها النية، فمن أكل أو شرب بنية أن يتقوى على طاعة الله وعبادته أكله عند ذلك يؤجر عليه.

ومن آداب الطعام الحرص على تناول الحلال، لأن الحرام إن سكن البدن أو كان كساءاً على البدن حجب صاحبه عن أبواب السماء، ورد بسببه عمل الإنسان.

وعلى الإنسان أن يتأدب بأدب النبي صلى الله عليه وسلم عند بدء الأكل يحرص على أن يستعين باسم الله، وتغسل يديك قبل أن تأكل.

النقيعة: هي سنة مهملة علينا أن نحييها حباً في النبي صلى الله عليه وسلم.

فوائد وآداب النكاح

من آداب النكاح النية الصالحة، لأن النكاح من المباحات والفعل المباح لو توفرت فيه النية الصالحة يتحول من عادة إلى عبادة فيثاب المرء على كل لحظة تمر عليه حال كونه متزوجاً، فالنية الصالحة ينوي أن يستعف، ينوى بزواجه أن يُعان على طاعة الله، ينوى بزواجه أن يتسبب في اعفاف امرأة.

بعد ذلك يذكر الشيخ فوائد النكاح وآداب حُسن العِشرة ومنها القناعة وحسن التدبير وتفويت وقت الغضب عند كل من الزوجين وعدم مجادلة الآخر أثناء الغضب.

ويوضح حقوق الزوج على زوجته وحقوق الزوجة على زوجها، ويبين أن على الزوجين أن يتعاونا على البر والتقوى.

آداب الكسب وأنواع البيوع

يشرح الشيخ باب آداب الكسب فيوضح أن الحياة الدنيا جعلها الله للكسب سواء كان الكسب لمعاش أو لميعاد، فالكسب للميعاد يتمثل في فعل الصالحات، لأن المرء منا ما يكسبه من الصالحات يُديم له الحياة الآمنة يوم أن نلقى الله رب العالمين.

والكسب المعاشي له فضل كبير قد يزيد على كثير من العبادات خاصة إذا حَسن العبد النية وصفى كسبه وحسن مقصده.

وأن السعي في الأرض للمكاسب والتجارات إذا كان الهدف من ورائها كفاية النفس والأولاد والآباء والأمهات فهذا السعي والكسب في سبيل الله تبارك وتعالى يُثاب صاحبه.

والحكمة من مشروعية البيع وهى أن الناس لا يستطيعون اعمار حياتهم ولا اعداد معايشهم إلا بالبيع والشراء.

آداب الصحبة والأخوة

يشرح الشيخ باب آداب الصحبة والأخوة ومعاشرة الخلق، فيبين معنى الصحبة وهي المجالسة والمخالطة، ويبين الأخلاق التي ينبغي أن يتخلق بها من يخالط الناس.

ويذكر فوائد الخلطة ومضارها، وفوائد العزلة ومضارها، وما ينبغي أن يتوفر في المؤاخاة بين المسلم وأخيه المسلم.

يبين الشيخ أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل من أصول الدين، ويوضح آداب الآمر والناهي، لأن أدب الأمر والنهي سبيل النبي صلى الله عليه وسلم وسبيل من آمن به، والتارك لسبيل النبي مشاقق له والمشاقق للنبي صلى الله عليه وسلم ينتظر جوار الشيطان في عذاب الله تبارك وتعالى.

وأول أدب في أي عبادة هو الإخلاص لله رب العالمين، ومن الآداب علم الآمر بما يأمر به وعلم الناهي بما ينهى عنه، ويوضح أن ترك الأمر بالمعروف وترك النهي عن المنكر يجلب لنا عار الدنيا وخزي الآخرة.

ربع المهلكات

آفات وخطر اللسان

يشرح الشيخ باب آفات اللسان فيذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حذر من خطر اللسان، ويوضح أن من آفات اللسان الكلام فيما لا يعني والخوض في الباطل والتقعر والتشدق في الكلام.

ومن خطر اللسان الفحش والبذاء والوقاحة والمزاح السيء الذي لا هدف من وراءه سوى تنقيص الآخرين، ومن خطر اللسان السخرية واللمز والنبذ وخلف الوعد والعهد والغيبة.

ويبين سوء عاقبة الغيبة وأنها سبب في مهانة المشتغل فيها في الدنيا وسبب في عذابه في القبر وسبب في إفلاسه يوم القيامة.

ومن آفات اللسان مدح الإنسان بما ليس فيه لأن في هذا إعانة للشيطان على هذا الممدوح وفيها تسهيل الوقوع في الفتنة لمن مُدح، كذلك من آفات اللسان الحلف بغير الله تبارك وتعالى.

ويوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لنا أن الحلف مادة شرعية، وأن للحلف هذا مادة من خلالها يحلف الإنسان وبغيرها لا ينعقد الحلف ولا تنعقد اليمين.

ذم الغضب والعجب والغرور

يشرح الشيخ باب ذم الغضب والحقد والحسد فيوضح خلق الحلم ويذكر بعض القصص التي من خلالها يتعلم الناس ثمرة الحلم، ويبين ما يجوز الانتصار به والتشفي من الكلام، ويوضح أنه لا يجوز التشفي سباً بسب ولا شتماً بشتم.

ويبين أثر المال على ابن آدم، ومن أثره أن المال إذا سكن القلب استعبد صاحبه، وإذا خرج من قلبه إلى يده جاد به ونال ثناءً حسناً في الدنيا وعظم الله له الأجر يوم القيامة.

العجب له أسباب منها: العجب بالنسب والعجب بالنفس والعجب بالمال والعجب بالعلم والعمل، ويفصل العجب عن الكبر أن المتكبر يحتاج لمخالطة الناس حتى يبدي تكبره.

أما المعجب لا يحتاج أن يخالط الناس بل قد يكون وحده وهو معجب بسعيه، والعجب من محبطات الأعمال ومن الآفات الخطيرة على العبادات.

ربع المنجيات

يشرح الشيخ ما يتعلق بالتوبة والتائبين، ويبين الصبر ومعناه هو حبس النفس على مرارة الطاعة وحبس النفس عن حلاوة المعصية وحبس النفس عن التسخط من الأقدار المؤلمة.

ويذكر أن الصبر من صفات الله تبارك وتعالى، وأن الصبر من أخلاق الأنبياء عليهم السلام، ويوضح الشكر وأقسامه، وأن المنعم عليه ينبغي له أن يشكر المنعم عز وجل على نعمته، ويبين أن النعمة دليل عناية ورعاية، ويوضح أن استخدام النعم في غير طاعة المُنعم سبحانه وتعالى كفر بها.

ويوضح ما يتعلق بالخوف والرجاء، وأن الخوف هو تعلق بمكروه في المستقبل بأسباب اختيارية، والرجاء هو التعلق بمحبوب في المستقبل بأسباب اختيارية، ويذكر أن الرجاء حض الله وحث عليه بكل وعد جعله في كتابه.

مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *