شرح كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم يبدأ الشيخ محمد نبيه شرح الكتاب بتعريف مؤلف الكتاب ثم يبدأ في شرح أقسام الكتاب.
مؤلف كتاب الشفا
كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى من تأليف القاضي عياض بن موسى بن عياض اليحصبي، سمي القاضي لأنه تولى القضاء مرة بعد المرة، واليحصبي بطن من بطون قبلية حمير وهي قبيلة عربية فهو عربي الأصل.
ولد عام 476 هجرية في مدينة سبتة وهي مدينة من مدن دولة المغرب العربي الآن، وظل في سبتة حتى بلغ الثانية عشر من عمره ثم ارتحل إلى الأندلس فطلب فيها العلم.
ثم رجع من الأندلس إلى المغرب مرة ثانية وهو ابن الثلاثين عاماً فنزل في مدينة فاس واستعمل قاضياً في المغرب وذاع صيته وانتشرت علومه وكثرت مؤلفاته.
ثم انتقل مرة أخرى إلى الأندلس فعين قاضياً في غرناطة ثم بعد ذلك عاد مرة أخرى إلى المغرب ونزل بمدينة مراكش وظل بها شريداً طريداً من الناس حتى مات رحمة الله تعالى عليه عاك 544 هجرية.
ولما مات اختلفوا في سبب موته منهم من قال سمه رجل يهودي ومنهم من قال دخل عليه يهودي فخنقه فمات.
اقرأ أيضا: شرح سنن الدارمي
يشرح فضيلة الشيخ ما ورد من آيات كثيرة مفصحة بجميل ذكر المصطفى، وعد محاسنه، وتعظيم أمره، وتنويه قدره، كقوله تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾.
ومثله في قوله تعالى: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾.
وفي قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾.
وقوله تعالى: ﴿كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾.
وقد سماه الله تعالى في القرآن نوراً وسراجاً منيراً، قال تعالى: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ﴾.
وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا (46)﴾.
اقرأ أيضا: تعريف السيرة النبوية لغة واصطلاحا
يكمل فضيلته شرح ما ورد في اجتماع خصال الجلال والكمال في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وما ورد في صفاته الخلقية صلى الله عليه وسلم وما ورد في نظافته صلى الله عليه وسلم وطيب ريحه وعرقه ودمه.
قال أبو هريرة رضي الله عنه: ما رأيت شيئاً أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن الشمس تجري في وجهه، وإذا ضحك يتلألأ في الجدر.
وقال جابر بن سمرة – وقال له رجل – : كان وجهه صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟ فقال: لا، بل مثل الشمس والقمر، وكان مستديراً.
وقالت أم معبد – في بعض ما وصفته به –: (أجمل الناس من بعيد، وأحلاه وأحسنه من قريب) صلى الله عليه وسلم تسليماً كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون.
وفي حديث ابن أبي هالة: يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر.
وقال علي رضي الله عنه في آخر وصفه له: من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته: لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم.
وعن جابر بن سمرة: أنه صلى الله عليه وسلم مسح خده، قال: فوجدت ليده برداً وريحاً، كأنما أخرجها من جونة عطار.
ونام رسول الله صلى الله عليه وسلم في دار أنس على نطع فعرق، فجاءت أمه بقارورة تجمع فيها عرقه، فسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟ فقالت: نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب.
وذكر البخاري في تاريخه الكبير، عن جابر: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يمر في طريق فيتبعه أحد إلا عُرف أنه سلكه من طيبه.
اقرأ أيضا: شرح الشمائل المحمدية
لا خلاف أنه أكرم البشر، وسيد ولد آدم، وأفضل الخلق عند الله وأعلاهم درجة، وأقربهم زلفى، والأحاديث في ذلك كثيرة جداً منها ما ورد في ذكر مكانته عند ربه وما خصه الله به في الدنيا من مزايا الرتب وبركة اسمه الطيب.
ومنها ما ورد في تفضيله صلى الله عليه وسلم بما تضمنته كرامة الإسراء من المناجاة والرؤية وإمامة الأنبياء والعروج به إلى سدرة المنتهى وما رأى من آيات ربه الكبرى، ومنها ما ورد فيما أظهره الله تعالى على يديه صلى الله عليه وسلم من المعجزات وشرفه به من الخصائص والكرامات.
يشرح فضيلة الشيخ ما ورد في فرض الإيمان به صلى الله عليه وسلم ووجوب طاعته واتباع السنة النبوية وما ورد في لزوم محبته عليه السلام، وما ورد في تعظيم أمره صلوات الله وسلامه عليه ووجوب توقيره وبره، وما ورد في ذكر الصلاة عليه والتسليم وفرض ذلك وفضيلته.
يشرح فضيلة الشيخ ما ورد في يجب للنبي صلى الله عليه وسلم وما يمتنع أو يصح من الأحوال البشرية أن تضاف إليه، فيشرح ما ورد فيما يختص بالأمور الدينية والكلام في عصمة نبينا وسائر الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه، وما ورد فيما يخصهم في الأمور الدنيوية ويطرأ عليهم من العوارض البشرية.