قدر الأدب عند العلماء والحكماء والشعراء وما أوصى به لقمان وغيره من الحكماء من وصايا في فضل الأدب من كتاب الأدب الأدب للشيخ محمد نبيه.
منزلة الأدب عند العلماء
قال أبوعلي القالي: حدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال حدّثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال: قال بعض الحكماء: لا غنى كالعقل، ولا فقر كالجهل، ولا ظهير كالمشاورة، ولا ميراث كالأدب، وقال فيلسوف: الناس كالسيوف والشحذ والجلاء كالأدب.
وفي كتاب تذكرة السامع والمتكلم قال بعض العلماء وهو يوصي ولده: (يا بني لأن تتعلم باباً من الأدب أحب إليّ من أن تتعلم سبعين باباً من العلم).
وذلك لأن الإمام القرافي يقول في كتاب الفروق: قليل من العمل مع حسن الأدب خير من كثير العمل مع سوء الأدب.
وقال رويم بن يزيد المقريء لولده: (يا بني اجعل عملك ملحا واجعل أدبك دقيقا)، فكثرة الأدب مع عمل صالح قليل خير من عمل كثير مع سوء أدب.
اقرأ أيضا: تعريف الأدب
شعر عن قدر الأدب
فالأدب أفضل نسب وأجمل حسب.
ولك ما قاله الشاعر حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني (ولد1267هـ وتوفي 1315هـ / 1850م – 1897م) في شعره:
الغَيث يعلم أَنه ابن سحابة
وَالخَندريس بأنها بنت العنب
وَالدرّ يفهم أَنه من خضرم
يحوي نظائره على ما قد وجب
وَالمرء في أَخلاقه ومقاله
معنى يدل عليه إن جُهل النسب
فإذا فقدت الجدَّ فاختر بعده
أن تنتمي لأب شريف كالأدب
ثمن الفتى في الناس قدر كماله
لا كالبهيمة من لجين أَو ذهـب
وقال الشاعر:
خير ما ورث الرجال بنيهم
أدب صالح وحسن ثناء
هو خير من الدنانير والأوراق
في يوم شدة أو رخاء
تلك تفنى والدين والأدب الصالح
باق لا يفنيان حتى اللقاء
اقرأ أيضا: الأدب مع الله
أقوال عن الأدب
- قال محمد بن سيرين: كانوا يقولون أكرم ولدك وأحسن أدبه، وكان يقال: من أدب ابنه صغيرا أرغم أنف عدوه.
- وقال لقمان: ضرب الوالد للولد كالماء للزرع، ولا أدب إلا بعقل ولا عقل إلا بأدب.
- وكان يقال: من أدب ابنه صغيرا قرت به عينه كبيرا.
- وقال بعض الحكماء: نعم العون لمن لا عون له الأدب.
- ويقال: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله تعالى: (قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا) قال: أدبوهم وعلموهم.
- قيل لعيسى عليه السلام: من أدبك؟ فقال: ما أدبني أحد، رأيت جهل الجاهل فاجتنبته.
- وقال بعض الحكماء: أفضل ما يورث الآباء الأبناء الثناء الحسن والأدب النافع والإخوان الصالحون.