سبب نزول سورة الممتحنة حادثة حدثت في السنة السادسة من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج من المدينة قاصداً مكة المكرمة لأداء العمرة، وكانت في شهر ذي القعدة.
سبب نزول سورة الممتحنة
أتى النبي صلى الله عليه وسلم مكة قاصداً أداء النسك فصده كفار مكة عن دخولها فعسكر صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه الكرام في موضع يقال له الحديبية.
ثم دارت المراسلات بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أهل مكة، أرسل النبي صلى الله عليه وسلم من طرفه عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه لما لعثمان من مكانة كبيرة وعظيمة في نفوس أهل مكة حيث كان يعمل في ماله تاجراً وكانت له معاملات مع كل وجوه أهل مكة.
فتأخر عثمان رضي الله عنه وأرضاه حتى شاع بين الناس أن أهل مكة قتلوا عثمان رضوان الله تعالى عليه، ومن ثم كانت بيعة الشجرة أو بيعة الرضوان بايع الصحابة رضي الله عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحرب.
ثم من بعدها أرسل أهل مكة بعض رسلهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدف أن يرجع إلى المدينة ولا يدخل مكة على أهلها بسلاح حفاظاً على سمعة قريش بين العرب.
وانتهت مراسلاتهم بأن أرسلوا إليه عروة بن مسعود الثقفي وكان يومها على الشرك وكان سيد أهل الطائف، وكان عروة يومذاك أحد أسلاف النبي صلى الله عليه وسلم.
كانت تحت عروة عزة بنت أبي سفيان بن حرب وكان تحت النبي صلى الله عليه وسلم من نسائه رملة بنت سفيان بن حرب ورملة هي السيدة الطاهرة أم حبيبة أم المؤمنين رضوان الله تعالى عليها.
ثم من بعد عروة أرسلوا سهيل بن عمرو فاستبشر النبي صلى الله عليه وسلم باسمه خيراً قال: (سهيل إذا سهل الأمر)، فجلس سهيل مع النبي صلى الله عليه وسلم واتفقوا على بنود للصلح.
اقرأ أيضا: تفسير سورة الممتحنة
بنود صلح الحديبية
- رفع الحرب عشر سنين.
- إذا أتى النبي صلى الله عليه وسلم أحد من قريش فيعيده إليهم وإذا أتى المشركين أحد من قبل النبي لا يرجعونه.
- أن لا تمالئوا علينا ولا نمالئ عليكم والممالئة هي إعانة فريق على فريق.
- أن تحترموا أحلافنا ونحترم أحلافكم.
- أن ترجع من عامك هذا على أن تأتي من عام قادم وتأتي والسلاح في غمده فنفرغ لك مكة ثلاثة أيام تؤدي النسك أنت ومن معك.
اقرأ أيضا: سبب نزول سورة المجادلة
قصة سبيعة الأسلمية
بينما النبي صلى الله عليه وسلم على حاله في الحديبية إذ جاءت امرأة مسملة من قبل أهل مكة على رسول الله فلحقها زوجها وهو مشرك وقال: يا محمد. من بنود الصلح إن أتاك أحد منا أن ترجعه.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الصلح تم على الرجال ولم يدخل أمر النساء في الصلح). ثم رجع زوجها لأن ذهاب امرأته خارج عن بنود الصلح ثم من بعدها جاء جبريل عليه السلام وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقول الله تبارك وتعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ۖ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ۖ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ۖ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا﴾
إذا جاءتك المؤمنة مهاجرة فاسألها ما الذي دفعها إلى المجئ إليك؟ هل دفعها إلى المجئ إليك بغض زوج أو كراهة معيشة أو ضيق حال أو طمع في مال أو حملها على المجئ إليك حب لله تعالى ولرسوله.
فسأل النبي صلى الله عليه وسلم المرأة وهي سبيعة الأسلمية: ما حملك على المجئ إلينا؟ فقالت: يا رسول الله حملني على المجئ إليك اسلامي، حبي لله وحبي لرسوله. امتحنها صلى الله عليه وسلم فأجابت، فسميت السورة بالممتحنة.