تخطى إلى المحتوى

خطبة عن الأسرة

مشاركة:

خطبة عن الأسرة بعنوان (إتحاف العروس في سكن النفوس) للشيخ محمد نبيه يوضح فيها مفهوم الأسرة وما هي أسس الحياة الزوجية في الإسلام.

خطبة عن الأسرة في الإسلام
خطبة عن الأسرة في الإسلام

مفهوم الأسرة

  1. زوج.
  2. زوجة.
  3. حياة زوجية.

قال الله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ). (سورة الروم:21)

المعنى: من آيات الله تبارك وتعالى أن خلق للناس من أنفسهم أزواجًا، ليجدوا فيها سكنًا للنفس والأعصاب، وراحة للجسم والقلب، واستقراراً للحياة والمعاش، وأنساً للأرواح والضمائر، واطمئناناً للرجل والمرأة على السواء.

والأصل في كل رجل سويٍّ أن يكون زوجاً وكذلك المرأة؛ لأن أيّاً منهما لا غنىً له عن هذه الصفات المثلى التي يسعى إليها كل مخلوق من السكن والرحمة والمودة، وذكر تبارك وتعالى أنَّ في ذلك آيات لمن يتفكر ويتدبر.

ولعل من حكمة الخالق في الخلق أن جعل كلا من الجنسين على نحو يجعله موافقاً للآخر، ملبيّاً لحاجته الفطرية: نفسية وعقلية وجسدية، بحيث يجد عنده الراحة والطمأنينة والاستقرار؛ ويجدان في اجتماعهما السكن والاكتفاء والمودة والرحمة؛ لأن تركيبهما النفسي والعصبي والعضوي ملحوظ فيه تلبية رغائب كل منهما في الآخر، وائتلافهما وامتزاجهما في النهاية لإنشاء حياة جديدة تتمثل في جيل جديد.

ولقد جرى على هذه السنة البشرية الأصيلة الصالحون والأنبياء ومنهم نبينا محمد صلوات الله عليهم أجمعين، قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّة). (سورة الرعد:38)

حكم الزواج

وأما حكمه الشرعي فلنستمع إلى ما في الصحيحين من حديث عبدالله بن مسعود: قال صلى الله عليه وسلم: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ). (صحيح مسلم:1400)

وفي الحديث الترغيب في الزواج والحض عليه، وقد ذهب العلماء إلى أن الزواج يكون واجبًا إذا كان المرء قادرًا وخشي على نفسه العنت، أما إذا لم يكن قادرًا فعليه أن يستعف حتى يغنيه الله من فضله، وقد دل الحديث على وسيلة ناجحة لتحقيق العفة وهي الصيام، قال تعالى: (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) (سورة النور:32)، يأمر الله الجماعة المسلمة أن تعين من يقف المال في طريقهم إلى النكاح الحلال.

وفي الآية مجال لأن يُفهم أن المرء إذا أغناه الله من فضله فعليه أن يتزوج، والإسلام في موقفه هذا من الزواج ينسجم مع نهجه الرباني الكريم من حرصه على عدم مصادمة الفطرة، وتصعيد الغرائز حتى تؤدي غرضاً نظيفاً بناءً.

بينما هناك في عالمنا اليوم مذاهب علمانية تعزف عن الزواج وتجده لا يرضى به إلا السخفاء، ومذاهب دينية ترى أن الزواج تدنس لا يتفق والارتقاء في سلم الروح، كما تذهب إلى ذلك النصرانية الكنيسة، التي تشترط في رجال الكهنوت عدم الزواج لينالوا الرتب العالية.

أين هذا السلوك المصادم للفطرة والغريزة، ممن يجعل الزواج سنته ويبرأ ممن يريد أن يمتنع عن الزواج؟

كما روى البخاري في صحيحه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن أرادوا أن يقوموا الليل ويصوموا الدهر ويمتنعوا عن الزواج. قال: (أَمَا واللَّهِ إنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وأَتْقَاكُمْ له، لَكِنِّي أصُومُ وأُفْطِرُ، وأُصَلِّي وأَرْقُدُ، وأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليسَ مِنِّي). (صحيح البخاري:5063)

فيه إشارة إلى رد ما بنوا عليه أمرهم من أن المغفور له لا يحتاج إلى مزيد في العبادة بخلاف غيره، فأعلمهم أنه مع كونه يبالغ في التشديد في العبادة أخشى لله وأتقى من الذين يشددون، وإنما كان كذلك؛ لأن المشدد لا يأمن من الملل بخلاف المقتصد فإنه أمكن لاستمراره وخير العمل ما داوم عليه صاحبه.

قوله (فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليسَ مِنِّي): والمراد: من ترك طريقتي وأخذ بطريقة غيري فليس مني، ولمح بذلك إلى طريق الرهبانية؛ فإنهم الذين ابتدعوا التشديد كما وصفهم الله تعالى، وقد عابهم بأنهم ما وفوه بما التزموه، وطريقة النبي صلى الله عليه وسلم الحنيفية السمحة فيفطر ليتقوى على الصوم، وينام ليتقوى على القيام، ويتزوج لكسر الشهوة وإعفاف النفس وتكثير النسل.

وقوله: (فليسَ مِنِّي): ليس على ملتي؛ لأن اعتقاد ذلك نوع من الكفر، وفي الحديث دلالة على فضل النكاح والترغيب فيه، وفيه تتبع أحوال الأكابر للتأسي بأفعالهم، وأنه إذا تعذرت معرفته من الرجال جاز استكشافه من النساء، وأن من عزم على عمل بر واحتاج إلى إظهاره حيث يأمن الرياء لم يكن ذلك ممنوعا.

وأين هذا السلوك المصادم للفطرة ممن يجعل الاستمتاع بالحياة الزوجية الحلال صدقة؟

كما روى مسلم في صحيحه عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (وفي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ) قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: (أَرَأَيْتُمْ لو وَضَعَهَا في حَرَامٍ أَكانَ عليه فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذلكَ إذَا وَضَعَهَا في الحَلَالِ كانَ له أَجْرٌ). (صحيح مسلم:1006)

وفي هذا دليل على أن المباحات تصير طاعات بالنيات الصادقات، فالجماع يكون عبادة إذا نوى به قضاء حق الزوجة ومعاشرتها بالمعروف الذي أمر الله تعالى به، أو طلب ولد صالح، أو إعفاف نفسه أو إعفاف الزوجة ومنعهما جميعا من النظر إلى حرام، أو الفكر فيه، أو الهم به، أو غير ذلك من المقاصد الصالحة.

أسس الحياة الزوجية في الإسلام

أسس الحياة الزوجية كثيرة وأهمها:

الحب والمودة والرحمة والسكن

الاحتكام للشرع في الحقوق والواجبات لكل من الزوجين وهذا يقطع دابر الخلاف، ويتيح للسعادة أن ترفرف بأجنحتها على بيت الزوجية، ذلك لأن الاحتكام إلى مقاييس ربانية وضعها رب العالمين يجعل في النفس راحة في الأخذ بها والوقوف عند حدودها، ولن يكون هناك نكد ولا خصام ولا خلاف إذا روعيت من الطرفين كليهما.

الحب والمودة والرحمة والسكن للزوجين: هذه الصفات الثلاث الحب والمودة والرحمة، وإن كانت متقاربة في المعنى لكن نلمس بينها شيئًا من الفروق الدقيقة.

فالحب: عاطفة تعمر جوانب القلب، وتقوم في داخل النفس، والمودة: قد تكون مظهر هذا الحب ويسلك الزوجان للتعبير عنها سبيل المؤانسة والملاطفة والهدية.

وأما الرحمة: فهي فيض من المشاركة الصادقة في الفرح والحزن، والإشفاق المخلص، والمعونة الظاهرة فيما يستطيع الإنسان أن يفعله، وقد تكون بالنظرة الحانية والابتسامة المشرقة، والكلمة الطيبة، والمساعدة المادية، وذكر تبارك وتعالى المودة والرحمة فقال: (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) (سورة الروم:21)، وينتج عن ذلك كله السكن النفسي الذي تتجمع فيه السعادة كلها، قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا) (سورة الروم:21)، وقال عز من قائل: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا). (سورة الأعراف:189)

التعاون بين الزوجين في الحياة المشتركة تحت شعار الإيثار والتضحية، فالزوجان يعملان في بناء أسرة إنسانية، ولا يمكن أن يتم البناء إلا بأن يكون عملهما مُتَّصفًا بالتضحية والإيثار والتسامح والتحمل، وإن غاب الإيثار والتسامح والتضحية من جو الأسرة فلن تجده في جوٍّ آخر.

العدالة والإنصاف والتكافل

العدالة والإنصاف في كل شأن من شؤون الحياة والتكافل التام في أحداثها، نعم ينبغي أن يكون كل منهما عادلاً مع الآخر، فالظلم محرم بين المسلمين عامة، والحرص على العدل والتكافل من الطرفين ينفي وجود الإحساس المرير بالظلم.

والعدالة التي نريدها دعامة من دعائم الحياة الزوجية عدالة عامة، تشمل الموقف والكلمة والطلب والنفقة والثقة.

فمن العدالة:

  • اجتناب اللجاجة في الخصومة والإساءة في الكلمة.
  • ألاَّ يحمل أحد الزوجين صاحبه ما لا يطيق.
  • الاقتصاد في النفقة واجتناب الشح.
  • ألاَّ يصغي أحدهما لوشاية الوشاة ولا لسعي النمامين ولا لهدم الهدامين.

والتكافل هو السبيل الوحيد الذي يجعل سفينة الحياة الزوجية تسير على طريق البناء والخير والسعادة والفلاح.

ولن تكون هناك سعادة في أسرة تقوم على الاستغلال والتقصير والتواكل والظلم.

إن بيتًا تقوم دعائمه على هذه الأسس لجدير أن يقدم للأمة من تحتاجه من الأفراد الصالحين الأصحاء المستقيمين، ولم تزل الأسرة في بلادنا هي اللبنة الأولى التي تزخر بقيم أصيلة، يصلح بصلاحها المجتمع، فلنعمل على تسهيل الزواج، ولنهيئ الظروف والأسباب، لتقوم دعائم الحياة الزوجية كما أرادها الإسلام، لنسعد في مجتمعنا، ولنقدم للإنسانية كلها نموذجا للحياة الصالحة النظيفة السعيدة.

(رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً). (سورة الفرقان:74)

الزواج محبة وتعاون، إيثار وتضحية، سكن ومودة، علاقة روحيَّة شريفة، ارتباط جسدي مشروع.

الزواج هو الطريق البشري الذي سارت فيه الإنسانية منذ مولدها إلى اليوم، من ذكر وأنثى بدأت حياة البشر، ومن بيت واحد نبعت الإنسانية، بيت عماده آدم وحوَّاء، ومنهما تكونت أسر وسلالات، ومنهما تفرعت بيوتات، وقامت مجتمعات، وظهرت أمم ودول، وتبارك الله – تعالى -: (الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا). (سورة الفرقان:54)

الحصن الذي يرد عن المرء جموح الغريزة، ويدفع غائلة الاشتهاء، ويحفظ الفرج ويصون العرض، ويحول دون التردِّي في مزالق الفجور، ومهاوي الفاحشة، هو الزواج.

فنرى القرآن الكريم يبعث في نفس كل من الزوجين الشعور بأن كلاًّ منهما ضروري للآخر، ومكمّل له؛ فيقول للرجل: إن المرأة فرع منك وأنت أصلها، ولا غِنى لأصل عن فرعه، ويقول للمرأة: إن الرجل أصلك وأنتِ جزء منه، ولا غِنى للجزء عن أصله، يقول – تعالى – في ذلك: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا) (سورة الأعراف: 189)، فالنفس الواحدة هي نفس آدم – عليه السلام – وزوجه هي حوَّاء.

ولذا، فالزواج في القرآن ليس وسيلة لحفظ النوع الإنساني فحسب، بل هو امتثال لأمر الله – عزّ وجلّ – القائل – سبحانه -: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ) (سورة النساء:3)، والزواج تحصين للفرج وغض للبصر، وقضاء للوطر في ما أباحه الله، وفيه صيانة وحفظ النسل البشري؛ ليعمر الأرض بعبادة الله، وحفظ للأنساب. وفيه إكثار لأمة محمد – صلى الله عليه وسلم – وحماية للمجتمعات من الأمراض الخُلُقية، وهو فوق ذلك وسيلة للاطمئنان والسكن النفسي، والهدوء القلبي والوجداني.

والزوجان يعيشان حياتهما الزوجية في ظلِّ تعاليم الإسلام في انسجام واتحاد في كل شيء، اتحاد شعور ومشاعر، واتحاد عواطف وبواعث، واتحاد آمال ومآل، واتحاد عمل وتفاهم، واتحاد تربية ورعاية، واتحاد أسرار متبادلة، واتحاد تناكح وتناسل.

ومن عظمة القرآن وكماله نجدُ كل هذه المعاني ما حصرناه، وما لم نحصره متمثِّلاً في آية من القرآن الكريم عدد كلماتها ست كلمات، يقول – تعالى -: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ) (سورة البقرة: 187)، يقول القرطبي – رحمه الله – في تفسيره “الجامع لأحكام القرآن”: أصل اللباس في الثياب، ثم سُمِّي امتزاج كل واحد من الزوجين بصاحبه لباسًا، لانضمام الجسدين وامتزاجها وتلازمها؛ تشبيهًا بالثوب.

وبذلك يتضح أنَّ العلاقة بين الزوجين هي علاقة امتزاج والتصاق، وهي أقوى علاقة اجتماعية؛ لاحتوائها على ناحيتين:

  1. ناحية غريزية فطرية.
  2. وناحية عاطفية وجدانية.

وإذا التقت الغريزة والعاطفة، فثمَّ أقوى رابطة نفسية ويصور القرآن الكريم ارتباط الغريزة والعاطفة بين الزوجين، ويشير إلى أنه آية من آيات الله ونعمة من نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى، يقول تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ). (سورة الروم: 21)

فسكون الزوج إلى زوجه والتصاق المرأة بزوجها أمرٌ فطري غريزي، وما بينهما من مودة ورحمة، أمور عاطفية تتولد وتنشأ عن الجانب الغريزي وغيره.

وفي تلك الآية وضع القرآن أُسس الحياة العاطفية الهانئة الهادئة، فالزوجة ملاذ للزوج يأوي إليها بعد جهاده اليومي في سبيل تحصيل لقمة العيش، ويركن إلى مؤنسته بعد كده وجهده وسعيه ودَأَبِه، يلقي في نهاية مطافه بمتاعبه إلى هذا الملاذ إلى زوجته التي ينبغي أن تتلقاه فَرِحَة، طلقة الوجه، ضاحكة الأسارير، يجد منها آنئذٍ أُذنًا صاغية وقلبًا حانيًا، وحديثًا رقيقًا.

المرأة سكن للرجل

خُلِقت المرأة من أجل أن تكون سكنًا للرجل، بكل ما تحمله كلمة سكن من دلالات ومعان وأبعاد، وحتى يكون السكن صالحًا لا بد من أن تتوفر فيه صفات أهمها:

  • أن يرى فيه صاحبه ما يَسرُّه.
  • وأن يقدر على أن يحفظ فيه أهله وماله.
  • وألاَّ يقيم فيه معه من يخالفه وينازعه.

وهذه هي الصفات نفسها التي أطلقها النبي صلى الله عليه وسلم على المرأة الصالحة.

قال أحدهم لآخر: لمن أزوِّج ابنتي؟! قال: زوّجها لمؤمن، إن أحبَّها وَدَّها، وإن كرهها رحمها ولم يظلمها.

الأسرة سكن ومودة

لتعرف معنى “الأسرة سكن ومودة” دعنا نقف قليلاً عند قوله – تعالى -: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ). (سورة الروم:21)

أولاً: ما جاء في تفسير الآية:

يقول الطبري: رحمه الله – في كتابه “جامع البيان عن تأويل آي القرآن”: ومن حججه وأدلته – عزّ وجل – على أنه القادر على ما يشاء، خَلقُه لأبيكم آدمَ – عليه السلام – من نفسه زوجةً؛ ليسكن إليها، وذلك أنه – سبحانه وتعالى – خلق حوَّاء من ضلع من أضلاع آدم، وجعل بينكم بالمصاهرة والختونة مودة تتوادُّون بها، وتتواصلون من أجلها، ورحمة رحمكم بها، فعطف بعضكم بذلك على بعض، إنّ في فِعْله ذلك لعِبَرًا وعظاتٍ لقوم يتذكرن في حجج الله وأدلته.

ويقول أبو الحسن الماوردي – رحمه الله – في كتابه “النكت والعيون”: وجعل بينكم مودة ورحمة، فيه أربعة أقوال: أحدها: أنّ المودة المحبة، والرحمة الشفقة، والثاني: أنّ المودة الجماع، والرحمة الولد، والثالث: أنّ المودة حب الكبير، والرحمة الحنو على الصغير، والرابع: أنهما التراحم بين الزوجين.

ويقول ابن كثير – رحمه الله – في كتابه “تفسير القرآن العظيم”: ومن آياته – سبحانه – الدالة على عظمته وكمال قدرته أنْ خلقَ لكم من جنسكم إناثًا تكون لكم أزواجًا؛ لتسكنوا إليها، ولو أنه – تعالى – جعل بني آدم كلَّهم ذكورًا، وجعل إناثهم من جنس آخر من غيرهم؛ إما من جنّ أو حيوان، لما حصل هذا الائتلاف بينهم وبين الأزواج، بل كانت تحصل نفرة لو كانت الأزواج من غير الجنس، ثم من تمام رحمته ببني آدم أن جعل أزواجهم من جنسهم، وجعل بينهم وبينهنَّ مودة وهي المحبة، ورحمة وهي الرأفة، فإنّ الرجل يمسك المرأة إما لمحبته لها، أو الرحمة بها، بأن يكون لها منه ولد، أو محتاجة إليه في الإنفاق، أو للألفة بينهما وغير ذلك.

ثانيًا: ولنقف قليلاً عند قوله: (مِنْ أَنْفُسِكُمْ): الزوجة إنسان كريم، والمماثلة قائمة بينها وبين الزوج، وللرجل درجة القوامة على المرأة؛ (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ). (سورة البقرة: 228)

والقوامة ليست تحكُّمًا من الزوج؛ لإلغاء آراء الآخرين، إنها كإشارة المرور التي تنظم السير في الشارع دون أن توقفه، ولذا فقوامة الرجل لا تلغي دور المرأة ولا مشاركتها في الرأي ومعاونتها في بناء الأسرة.

ثالثًا: إنّ الأمن والسكن والاستقرار يؤدي إلى نجاة الأبناء من كل ما يُهدِّد كيانهم، ومن كل ما ينحرف بهم، ويبعدهم عن الطريق القويم؛ لأنهم ينشؤون داخل مؤسسة نظيفة لا غش فيها ولا دغل، اتضحت فيها الحقوق واستبانت المعالم، وقام فيها كل فرد بواجبه وأدى ما عليه؛ كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.

تحددت فيها القوامة، ورضي كل فرد فيها بما له بغير تعدٍّ على الآخرين أو تحدٍّ لهم؛ (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) (سورة النساء: 34)، إنها اختصاصات موزعة توزيعًا ربانيًّا عادلاً، لا جور فيه ولا ظلم، بل تكامل وتراحم.

رابعًا: إنّ على كل من الزوجين أن يحترم رأي الآخر، وليكن النقاش المبلل بندى العاطفة السبيل الذي يُرجع إليه، ومن الخير ألاّ يطول النقاش وألاّ يصل إلى حد المراء، ومن الخير أن يتنازل واحد منهما مرة عن رأيه للآخر، لا سيما عندما يبدو له رجاحة الرأي المقابل.

إنّ النقاش الموضوعي المصقول بندى المودة والمحبة يتغلب على كل المصاعب؛ حفاظًا على الحياة الزوجية السعيدة، ولسان حال الزوجة السعيدة.

يقول الشاعر:

أنا أنت وأنت أنا كلانا روحان سكنا بدنا

خامسًا: إنّ المودة والرحمة الفطرية التي جعلها الله بين الزوجين لتزداد بازدياد خصال الخير في كليهما، وتقل بانخفاض خصال الخير فيهما، وإن النفس جبلت على محبة مَن يعاملها بلطف ويسعى لها بالخير فكيف إذا كان هذا الإنسان هو الزوج أو الزوجة وبينهما مودة من الله؟ لا شك أن تلك المودة سوف تزداد وتقوى، روى مسلم عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ). (صحيح مسلم:1467)

سادسًا: ومن لطائف الحياة الزوجية في بيت النبوة، ما جاء في رعاية حق الزوجية في الحياة، وبعد الممات، ففي الصحيحين عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: ما غرتُ على أحد من نساء النبي – صلى الله عليه وسلم – ما غرتُ على خديجة وما رأيتُها، ولكن كان النبي يُكثر ذكرها، وربَّما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاءً ثم يبعثُها في صدائق خديجة، فربّما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة؟ فيقول: إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد.

في الحديث من الفوائد:

  1. في الحديث بيان ما كان عليه النبي – صلى الله عليه وسلم – من كريم الخصال وعظيم الصفات، من حسن العهد، وحفظ الود، والحلم وحُسن المعاشرة، ورعاية حرمة الصاحب والمعاشر حيًّا وميِّتًا، وإكرام معارف ذلك الصاحب.
  2. وفيه فضل خديجة وعظيم قدرها عند رسول الله ومحبته لها.
  3. وفيه أنّه ينبغي للزوج أن يحفظ لزوجه المودة والتقدير، حيًّا وميتًا؛ اقتداءً برسول الله.
  4. على الزوجة أن تسعى جاهدة؛ لكسب ودِّ زوجها، والتحبب إليه بحسن المعاملة، وطيب المعاشرة، فالمرأة المحبوبة هي التي تعطي الرجل ما نقص من معاني الحياة، وتلدُ له المسرات من عواطفها، كما تلد من أحشائها، فالمرأة وحدَها هي التي تستطيع إيجاد الجو الإنساني لزوجها.

أقسام النساء

من النساء مَن تدخل الدار فتجعلها روضة ناضرة باسمة مهما كانت مصاعب الحياة، ومن النساء مَن تدخل الدار فتجعل فيها مثل الصحراء برمالها وقيظها وعواصفها، ومن النساء من تجعل الدار لزوجها كالقبر.

ولله در الشاعر:

إذا أردت أن تختر لنفسك حرة عليك ببيت الجود خذ من خياره
وإياك والبيت الردي فإنك تصاب في طول الزمان بعاره
فمنهن من تأتي الفتى وهو معسر فيصبح كل الخير في وسط داره
ومنهن من تأتي الفتى وهو موسر فيصبح لا يجد عليق حماره
ومنهن من لا بيض الله وجهها إذا غاب عنها الزوج طلت لجاره

ينبغي للزوجين أن تمتلئ حياتهما بالمودة والرحمة، وليكن أساسها السكن النفسي، لينعما بحياة أُسَرية، وراحة نفسية، وهناءة زوجية، وصفاء روحي، ونعيم دنيوي وثواب أخروي، وتواصل وجداني، ومحبة متبادلة، وذرية صالحة، وأُسَرة كريمة.

المرأة لباس الرجل

قال تعالى: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ). (سورة البقرة:187)

(هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ) أي كل منكم كاللباس للآخر من حيث الستر والمخالطة والسكن وخاصة عند النوم وهو كناية عن كون كل من الزوجين سكناً للآخر وستراً له وأنه شديد الاحتياج إليه يماسه، كما قال تعالى ذكره: (وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا) (سورة الأعراف:189)، ويباشره كما يباشر اللباس.

قال أبو جعفر الطبري: أن كل واحد منكم ستر لصاحبه – فيما يكون بينهم من الجماع – عن أبصار سائر الناس.

قال أبو جعفر الطبري، عن الربيع: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ)، يقول: هن لحاف لكم وأنتم لحاف لهن.

السكن في القرآن الكريم

جاء السَّكَن في القرآن الكريم مطلقا وأريد به أربعة أشياءَ، وكلها توحِي بالسَّكينة التي كِدنا أن نفقدُها في حياتنا:

الأول: البيت

قال تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا) (سورة النحل: 80)، والبيت من أجَلِّ النِّعَم التي أَكرمنا الله تعالى بها، لا سيَّما إذا كان واسعًا صالحًا، فهو من السَّعادة؛ كما أَخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم حيث قال: (أربعٌ من السعادةِ: المرأةُ الصالحةُ، والمسكنُ الواسعُ، والجارُ الصالحُ، والمركبُ الهنيءُ. أربعٌ من الشَّقاءِ: الجارُ السوءُ، والمرأةُ السوءُ، والمركبُ السوءُ، والمسكنُ الضَّيِّقُ). (صحيح الترغيب:2576)

الثاني: الليل

قال تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ). (سورة يونس: 67)

ومن وظائف اللَّيل: السَّكَن فيه، وحتى نحقِّق هذا السَّكَن للوصول إلى السَّكينة؛ لا بدَّ من القيام بوظائف اللَّيل الأخرى؛ من الصَّلاة، وتلاوة القرآن الكريم، والتسبيحِ، واﻹنفاق، وغيرِ ذلك ممَّا ذُكر في القرآن الكريم والسنَّة النبوية.

الثالث: الزوجة

قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (سورة الروم: 21)، ولا يتحقق ذلك السكن إلا إذا كانت الزوجة صالحة.

المرأة أبهج شيء في الحياة خاصة التي جاء وصفها في سنن ابن ماجه بإسناد ضعيف عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: (مَا اسْتَفَادَ الْمُؤْمِنُ بَعْدَ تَقْوَى اللَّهِ خَيْرًا لَهُ مِنْ زَوْجَةٍ صَالِحَةٍ، إِنْ أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ، وَإِنْ نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ، وَإِنْ أَقْسَمَ عَلَيْهَا أَبَرَّتْهُ، وَإِنْ غَابَ عَنْهَا نَصَحَتْهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهِ). (ضعيف ابن ماجه:365)

المرأة الصالحة هي السكن الحقيقي للرجل زوجته وليس السكن هو البيت الذي هو مجرد بناء مكون من أسقف وجدران، فإن عاش الرجل بلا زوجة فقد عاش بلا سكن حتى وإن كان هذا الرجل يملك قصراً ويعيش فيه، ففي حقيقة الأمر فإن الزوجة هي السكن الروحي له والذي يحتوي على غرف مليئة بالمودة والرحمة والحنان والاحترام.

تعدّ الزوجة الصالحة قلب الأسرة، وروحها النابضة، وشريانها المهمّ، إذ إنّها تبث المشاعر الصادقة، والسعادة الغامرة في كل أرجاء البيت.

لذا لما استوحش آدم وهو في الجنة فخلق الله له حواء، خلقها لتكون له الأنس والقرب والمودة، خلقها لتكون له الأمان والاحتواء والاطمئنان.

المرأة الصالحة هي مصدر الجمال والراحة للرجل، فهي الزوجة التي تحرص دومًا على رضا زوجها، وتسعى بكل ما تملك كي يعيش معها حياة ملؤها الراحة والمودة والسعادة.!

المرأة كنزٌ للرجل في ذاته، كنز له في أبناءه، كنز له في صلة أرحامه وعلاقاته، فهي دائما تذكره بزيارة أقاربه وتفقد أحوالهم، المرأة العفيفة إن أنجبت أبناء ربتهم على ما رُبيت عليه، فيصبح أبناؤها من أكثر الناس أخلاقا، ومن بين أبناءها تلك الفتاة التي تعد كنزا آخر، هي كنز لأبيها، وكنز لإخوتها وعائلتها.

قلب المرأة كائن مثل كنز غالي لا يقدر بثمن فإن ملكته فقد ظفرت بكنوز الأرض وغاليها وجنة الدنيا أيضاً، ولتعلم أن قلب المرأة وردة لا يفتحها إلا الحب، أنت تقود المرأة في كل شيء، إلا السعادة والحب والحنان، فهي من تقودك إليه، المرأة تصبح حنانا عندما تسمو عاطفة الحب عندها.

المرأة الحقيقية هي التي تحبُّ أن تتدفأ بحنان رجل أقوى منها، فتكون له مكملًا لا تابعًا.. لا أقوى من شخصيته، ولا أدنى من كرامتها.

فعلاً فعلاً هي السكن!!

الرابع: دعاء النبي صلى الله عليه وسلم

قال تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ). (سورة التوبة: 103)

قوله: (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ) أي: ادع لهم، واستغفِر لهم؛ كما في تفسير ابن كثير.

وهناك دعوات دعا بها النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم لِمن يقوم بأعمال معيَّنة، ومن ذلك على سبيل المثال: دعاؤه لمن يبلِّغ حديثَه؛ كما روى أبو داود في سننه بإسناد صحيح عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، أنَّه سمع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (نضَّرَ اللهُ امرَأً سمِعَ منَّا حَديثًا، فحَفِظَه حتى يُبلِّغَه غيرَه؛ فإنَّه رُبَّ حاملِ فِقهٍ ليس بفَقيهٍ، ورُبَّ حاملِ فِقهٍ إلى مَن هو أفقَهُ منه). (سنن أبي داود:3660)

ومنها: ما رواه أبو داود في سننه بإسناد حسن عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رحِم اللهُ امرءًا صلَّى قبل العَصرِ أربعًا). (سنن أبي داود:1271)

فما أحوجنا إلى هذه الدعوات النبوية لنحقق هذا النوع من السكن، وكم يكون الإنسان سعيداً عندما تجتمع هذه الأنواع الأربعة في حياته.

العوامل التي من خلالها يتحقق السكن

التغافل

هو أن ترى الخطأ وتقدر عواقبه وتستطيع أن تعاقب ولكن تمشي وكأنك لم تسمع ولم تر حتى تبقى الحياة على طبيعتها.

التغافل فن من فنون الحياة التي كنت أتمنى أن تعلمه المدارس كمهارة حياتية مفيدة للفرد والأسرة والمجتمع. فالمتغافل إنسان مرتاح ومريح لمن حوله، يرى الخطأ فيحسبه بسرعة كمبيوترية في دماغه ليتوصل لنتيجة أن المعادلة لا تسوى كل مرة وأن من الحكمة ترك هذه الزلة أو تلك تمر مرور الكرام وهو كأنه لم ير شيئاً.

ولكن هذا التغافل فن لا يتقنه الكثيرون، فهو فن صعب ومعقد، يحتاج إلى ضبط النفس وحساب للعواقب، ولذا فهو ليس بمهارة سهلة بل تحتاج إلى تدريب وتطوير لتصل للشكل المطلوب، فبعض الناس يولدون بمزاج متأنٍ، فيكون التغافل موافقا لطبيعتهم.

أما أصحاب الأمزجة النارية أو (المجاكرة) فهم في حاجة ماسة لكورسات مكثفة في فن التغافل.

التغافل فن يقوم على حساب دقيق كما قلت فهو في ظاهره يمكن أن يبدو غباء أو غفلة، ولكنه في الحقيقة حكمة وصبر وذكاء وتخطيط، فليست كل هفوة تحتاج إلى تدخل، وليست كل زلة أيضا يمكن التغاضي عنها.

ولذا فإن التغافل من مهارات الحياة؛ ليتنا ندرسه لطلابنا في المدارس مثله مثل إعداد الطعام أو الخياطة أو (الدي آي واي) وهو يشمل النجارة وتركيب الأثاث ودهن الحيطان وغيرها من الأعمال التي يحتاجها الإنسان كمهارات ليكون مستقلاً وعملياً.

فالأب والأم المتغافلان عن الهفوات الصغيرة يكسبان أبناءهما على المدى الطويل أكثر من هؤلاء الذين لا يتركون شاردة ولا واردة إلا ويعاقبون عليها.

وهذا ينطبق على العلاقات العائلية والإنسانية كافة.

الحوار

ومن أدب الحوار استقبال رأي الآخر برحابة صدر، ولين جانب، لأن اختلاف العقول والأفكار سنة من سنن الله تعالى في خلقه، بل هي سبب من أسباب عمارة الدنيا واستمرار الحياة، إذ لولا اختلاف العقول والأفهام، لما وُجد التنوع المشهود في الأعمال والوظائف والصناعات.

فإذا وجد المتحاور من محاوره صلابة في الرأي أو حدة في القول فليلن له الجانب، وليُحسن له القول، قال الله تعالى: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) (سورة البقرة:83)، وقال تعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ). (سورة الإسراء:53)

وقال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً). (سورة الأحزاب:70)

وقال الله تعالى: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ). (سورة المؤمنون:96)

وهذا إذا كان أمراً عاماً لجميع الخلق فهو للزوجين من باب أولى لما بينهما من الصلة التي قدمنا ذكر خطورتها، وقوة منشأها.

فعلى كل من الزوجين نصيحة الآخر بالمعروف مع الصبر على ما يصدر منه، فلعل هذا من طباعه التي يمكن تغييرها بالصبر عليها، والتغاضي عنها، كما أننا ننصح الزوجين بالتوبة إلى الله تعالى من كل الذنوب، لقول الله تعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ). (سورة الشورى:30)

فلعل ما يحصل بسبب المعاصي من الزوجين، وقال الله تعالى: (فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ). (سورة التوبة:74)

وقال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ). (سورة الرعد:11)

فإذا استكملت التوبة بشروطها، فتوجها إلى الله تعالى بالتضرع والدعاء، فبهما يرفع الله البلاء، ولا مانع من الاستعانة بأهل الخير ليتوسطوا في كبح جماح العناد، والحد من صلابة الفكر والتمسك بالرأي.

ويجب على كل من الزوجين عند النقاش في أي أمر من الأمور أن يكون هدفه الوصول إلى الحق والصواب، وليكن مستحضراً قول العبد الصالح شعيب الذي حكاه عنه الله تبارك وتعالى: (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ). (سورة هود:88)

الإعانة على الطاعة

لما رواه أحمد بإسناد صحيح عن أنس، أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لفلان نخلة، وأنا أقيم حائطي بها، فاؤمره أن يعطيني حتى أقيم حائطي بها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أَعْطِهَا إِيَّاهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ)، فأبى، فأتاه أبو الدحداح، فقال: بعني نخلتك بحائطي، ففعل، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إني قد ابتعت النخلة بحائطي. قال: فاجعلها له، فقد أعطيتكها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كَمْ مِنْ عِذْقٍ رَدَاحٍ لِأَبِي الدَّحْدَاحِ فِي الْجَنَّةِ). قالها مرارا. قال: فأتى امرأته. فقال: يا أم الدحداح، اخرجي من الحائط؛ فإني قد بعته بنخلة في الجنة، فقالت: ربح البيع، أو كلمة تشبهها. (تخريج المسند:12482)

ولما رواه أبو داود في سننه بإسناد صحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ، فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ، رَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا، فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ). (سنن أبي داود:1308)

والمراد التلطف والسعي في قيام لطاعة الله مهما أمكن، قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ). (سورة المائدة:2)

وهذا يدل على استحباب احتيال كل من الزوجين الآخر على فعل الخير.

الحرص على المبيت في فراش الزوجية حيث الإعفاف

يجب على الزوج أن يعفّ زوجته، ولا يترك وطأها مدة تتضرر بها، بل يطؤها حسب رغبتها، وقدرته، ولا يتحدد ذلك بفترة معينة، أو عدد من المرات على أي كيفية كانت حلالا.

وينبغي للزوج عند وطء زوجته أن يراعي بعض الآداب، ومن ذلك:

  • أن يحرص على الملاطفة والمداعبة قبل الجماع؛ ليحصل لها كمال الاستمتاع.
  • وأن لا ينزع عن زوجته قبل أن تقضي وطرها منه.

الستر

لما رواه الطبراني في معاجمه الثلاث عن معاذ بن جبل ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: (استَعِينوا على إنجاحِ الحوائجِ بالكِتمانِ فإنَّ كلَّ ذِي نِعمةٍ مَحسودٌ). (المعجم الأوسط:55/3)

ولما في الصحيحين عن أبي هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كُلُّ أُمَّتي مُعافًى إلَّا المُجاهِرِينَ، وإنَّ مِنَ المُجاهَرَةِ أنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ باللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحَ وقدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عليه، فَيَقُولَ: يا فُلانُ، عَمِلْتُ البارِحَةَ كَذا وكَذا، وقدْ باتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، ويُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عنْه). (صحيح البخاري:6069)

ومحصل الكلام كل واحد من الأمة يعفى عن ذنبه ولا يؤاخذ به إلا الفاسق المعلن.

قال النووي: أن من جاهر بفسقه أو بدعته جاز ذكره بما جاهر به دون ما لم يجاهر به.

والحديث مصرح بذم من جاهر بالمعصية، فيستلزم مدح من يستتر، وأيضا فإن ستر الله مستلزم لستر المؤمن على نفسه، فمن قصد إظهار المعصية والمجاهرة بها أغضب ربه فلم يستره، ومن قصد التستر بها حياء من ربه ومن الناس من الله عليه بستره إياه.

ومن الستر:

  • حرص كل من الزوجين على اللباس الشرعي النظيف.
  • اخفاء أثر الغضب عن الوالدين خاصة عند المشاكل حتى لا يحملها على السؤال ومن ثم يفضح أمرهما.

الإستنظاف

لما رواه بن أبي شيبة في مصنفه برقم (19263) – ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻗﺎﻝ: إني أحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تتزين لي المرأة، لأن الله تعالى يقول: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ). (سورة البقرة:228)، وما أحب أن أستنظف جميع حقي عليها، لأن الله تعالى يقول: (وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ). (سورة البقرة:228)

فحرص كل من الزوج على التزين للآخر يهدئ الروع ويسكن النفس، وينبغي أن يكون التفاهم بين الزوجين والتطاوع، والعمل بما تقتضيه المصلحة، وما يكون سببًا لاستقرار الأسرة، واجتناب المشاكل وما يؤدي للشقاق.

منغصات الحياة الزوجية

إفشاء الأسرار

قال علي بن ابي طالب:

فَلا تَفشِ سِرَّكَ إِلّا إِلَيكَ فَإِنَّ لِكُلِّ نَصيحٍ نَصيحاً
وَإِنّي رَأَيتُ غُواةَ الرِجالِ لا يَترُكونَ أَديماً صحيحاً

قال كعب بن زهير:

لا تُفشِ سِرَّك إِلّا عِندَ ذي ثِقَةٍ أَو لا فَأَفضَلُ ما اِستَودَعتَ أَسرارا
صَدراً رَحيباً وَقَلباً واسِعاً صَمِتاً لَم تَخشَ مِنهُ لِما اِستَودَعتَ إِظهارا

التدخل في الخصوصيات

روى الترمذي في سننه عن أبي هريرة – أراه رفعه – قال: (أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا، عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا، وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَا، عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمًا مَا). (سنن الترمذي:1997)

قال المناوي في شرح الجامع الصغير: إذ ربما انقلب ذلك بتغير الزمان والأحوال بغضا فلا تكون قد أسرفت في حبه فتندم عليه إذا أبغضته، أو حبا فلا تكون قد أسرفت في بغضه فتستحيي منه إذا أحببته.

لذلك قال الشاعر:

فهونك في حب وبغض فربما بدا صاحب من جانب بعد جانب

اللا مبالاة وعدم الاهتمام بالآخر في أحواله فرحا وترحا

فالزوج يهرب من الزوجة الثرثارة والنكدية والجريئة في علاقاتها الاجتماعية والمبذرة والفضولية والشكاية والمغرورة والمهملة والعنيدة.

وأما الزوجة فتنفر من الزوج البخيل والأناني والمتسلط والمطلاق والغضوب والمنحاز لأسرته بشكل جائر والمدخن وأسير النزوات والغيور المفرط والشكاك والمستهتر.

الهجر ومتى يكون

قال تعالى :(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا). (سورة النساء:34)

جاء في المغني لابن قدامة: النشوز هو معصية الزوجة لزوجها فيما له عليها، مما أوجبه له النكاح، وأصله من الارتفاع.

وذكر الماوردي في التفسير: أصل النشوز هو الارتفاع ومنه قيل للمكان المرتفع من الأرض نشز، فسميت الممتنعة عن زوجها ناشزاً لبعدها منه وارتفاعها عنه.

روى أحمد في مسنده عن أبي حرة الرقاشي، عن عمه، قال: كنت آخذا بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق، أذود عنه الناس، فقال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَتَدْرُونَ فِي أَيِّ يَوْمٍ أَنْتُمْ؟ وَفِي أَيِّ شَهْرٍ أَنْتُمْ؟ وَفِي أَيِّ بَلَدٍ أَنْتُمْ؟)، قالوا: في يوم حرام وشهر حرام وبلد حرام. قال: (فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَهُ). ثم قال: (اسْمَعُوا مِنِّي تَعِيشُوا، أَلَا لَا تَظْلِمُوا، أَلَا لَا تَظْلِمُوا، أَلَا لَا تَظْلِمُوا، إِنَّهُ لَا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ إِلَّا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ)، ثم قال: (فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ ؛ فَإِنَّهُنَّ عِنْدَكُمْ عَوَانٍ لَا يَمْلِكْنَ لِأَنْفُسِهِنَّ شَيْئًا، وَإِنَّ لَهُنَّ عَلَيْكُمْ وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ حَقًّا : أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا غَيْرَكُمْ، وَلَا يَأْذَنَّ فِي بُيُوتِكُمْ لِأَحَدٍ تَكْرَهُونَهُ، فَإِنْ خِفْتُمْ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ، وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ، وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ). قال حميد: قلت للحسن: ما المبرح؟ قال: المؤثر، (وَلَهُنَّ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَإِنَّمَا أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللَّهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ)، فقال: (أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟) ثم قال: (لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ؛ فَإِنَّهُ رُبَّ مُبَلَّغٍ أَسْعَدُ مِنْ سَامِعٍ). (الحديث: صحيح لغيره)

 (فَإِنْ خِفْتُمْ نُشُوزَهُنَّ): أصل النشوز الارتفاع ونشوز المرأة هو بغضها لزوجها ورفع نفسها عن طاعته والتكبر عليه.

(وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ): أي اعتزلوا إلى فراش آخر.

قال الله تعالى: (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ). (سورة النساء:34)

اختلف أهل التفسير في المراد بالهجران: فالجمهور على أنه ترك الدخول عليهن والإقامة عندهن على ظاهر الآية وهو من الهجران وهو البعد، وظاهره أنه لا يضاجعها، وقيل المعنى يضاجعها ويوليها ظهره، وقيل يمتنع من جماعها، وقيل يجامعها ولا يكلمها، وقيل اهجروهن مشتق من الهُجر بضم الهاء وهو الكلام القبيح أي أغلظوا لهن في القول.

قال حماد بن سلمة: المراد بالهجران في المضاجع الامتناع من الجماع.

هل على الزوجة خدمة أبوي الزوج؟

ليس من حقّ الزوج جبر زوجته على خدمة أمّه، ولا يجوز له إهانة زوجته، وإذلالها بسبب امتناعها من خدمة أمّه.

ولا ريب في كون برّ الأمّ واجبا من أكد الواجبات على الولد؛ لكنّ برّ الأمّ لا يكون بظلم الزوجة، والإساءة إليها.

مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *