سماحة الإسلام ويسره لفضيلة الشيخ محمد نبيه يبين فيها أن الاسلام دين السماحة ويوضح أن سماحة الإسلام شملت المسلمين وغير المسلمين.
خطبة عن سماحة الإسلام
سماحة الإسلام ويسره ومواقفه الجميلة مع غير المسلمين تملأ الكتب ومنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه وفد نجران فاستقبلهم في مسجده صلى الله عليه وسلم وكانوا نصارى.
ولما كانوا في مسجده وحان وقت صلاتهم فتركهم صلى الله عليه وسلم يصلون في مسجده مع تصليبهم في حضوره صلى الله عليه وسلم وفي حضور الصحابة رضي الله عنهم والرواية ذكرها ابن سعد في الطبقات الكبرى.
ويتبين هنا أن الإسلام دين السماحة في قبول غير المسلمين والصور عديدة على سبيل المثال لا الحصر منها نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والعجزة والشيوخ في الحروب.
كيف يعرف المسلم أن دينه سمح؟
ينظر في الدين فيرى أن الاسلام الحنيف قد وضع عنه الإصر والأغلال، قال تعالى: ﴿وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ﴾.
وكانت الرسالة سهلة جدا يطيقها كل من اعتنقها واعتقدها ومن هذه السهولة أن الله تعالى وضع النسيان والخطأ وما استكره عليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه).
ورد في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تجوز لأمتي عما حدثت به نفسها ما لم تعمل أو تكلم).
لا يسلم من حديث النفس ولو أن الله آخذ الناس بحديث النفس لهلكنا وهذا من السماحة ما لم يخرج حديث النفس إلى كلام أو إلى عمل فلا حساب عليه ولا إشكال فيه.
اقرأ أيضا: خطبة عن السلام
الإسلام دين السلام
وكذلك من سماحة الإسلام دعوته للسلام والسلام من أسماء الله تبارك وتعالى ودعا إليه وحض عليه بل وعد عليه وعداً حسنا كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في صحيح مسلم: (لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم).
جعل السلام سبباً للمحبة والإلف وجعل المحبة والإلف دليلاً للإيمان وجعل الإيمان سبيلاً إلى الجنة، وإفشاء السلام لا يتوقف على إلقاء السلام ورد السلام بل يتعداه إلى أبعد من هذا يتعداه إلى أنه يتخذ كعلاج شافي لأي اشكالية أو لأي معضلة.
ففي مجتمعنا ذعارون والذعار هو من يفزع الناس وهم أصحاب الشر في البلاد فقد يكون رفيقاً أو زميل في عمل أو زوجة أو غيره فإذا تعاملت مع أحدهم فقل له ما ورد في القرآن الكريم: ﴿وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ﴾.
فمطلوب تفعيل السلام في كل موطن من مواطن الحياة، وهناك تفصيلات كثيرة في فتح الباري وفي شرح مسلم للنوي ذكر أن السلام سبيل إلى فك كل معضلة.
وإن سلم عليك أحد ممن لا يعتقد اعتقادك يهودياً أو نصرانياً وقال: السلام عليكم وتبينت منه السلام فقد وجب عليك أن ترد السلام، قال تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا﴾.
لكن إن لم تستفهم منه كلمة السلام فعليك أن ترد بقول: وعليكم.