تخطى إلى المحتوى

خطبة عن مشاهد المعراج الصحيحة

مشاركة:

خطبة عن مشاهد المعراج الصحيحة للشيخ محمد نبيه يوضح فيها مشهد من المعراج وهو عقوبة الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم.

من مشاهد المعراج الصحيحة
من مشاهد المعراج الصحيحة

الذين يقعون في أعراض الناس

روى أبو داود في سننه بإسناد صحيح عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (َلمَّا عُرِجَ بي مَرَرْتُ بِقومٍ لهُمْ أَظْفَارٌ من نُحاسٍ، يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وصُدُورَهُمْ، فقُلْتُ: مَنْ هؤلاءِ يا جبريلُ؟ قال: هؤلاءِ الذينَ يأكلونَ لُحُومَ الناسِ، ويَقَعُونَ في أَعْرَاضِهِمْ). (صحيح أبي داود:4878)

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ). (سورة الحجرات:12)

قال الطيبي: لما كان خمش الوجه والصدر من صفات النساء النائحات جعلهما جزاء من يغتاب ويفري في أعراض المسلمين إشعارا بأنهما ليستا من صفات الرجال بل هما من صفات النساء في أقبح حالة وأشوه صورة.

روى الترمذي بإسناد حسن عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَن ردَّ عن عِرضِ أخيه ردَّ اللهُ عن وجهِه النَّارَ يومَ القيامةِ). (سنن الترمذي:1931)

البيهقي في شعب الإيمان عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن ذَبَّ عن لَحْمِ أخيهِ بالغِيبةِ، كانَ حَقًّا على اللهِ أن يُعْتِقَهُ من النَّارِ) (تخريج المسند:27609)، كذا عزاه صاحب المشكاة إلى البيهقي. قال القاري في المرقاة: وفي التصحيح رواه الطبراني محيي السنة، وفي سنده ضعف.

روى أبو داود بإسناد حسن صحيح عن أبي برزة الأسلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ، لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ ؛ فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعُ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ). (سنن أبي داود:4880)

آكلي الربا

روى أحمد في مسنده بإسناد صحيح عن كعب، قال: لأن أزني ثلاثا وثلاثين زنية أحب إلي من أن آكل درهم ربا يعلم الله أني أكلته حين أكلته ربا.

روى أحمد في مسنده باسناد رجاله ثقات عن عبد الله بن حنظلة – غسيل الملائكة – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دِرهمُ رِبًا يَأكُلُه الرَّجُلُ وهو يَعلَمُ، أشدُّ مِن ستَّةٍ وثلاثينَ زَنْيةً). (تخريج المسند:21957)

روى أبو داود في سننه بإسناد صحيح عن سعيد بن زيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن من أرْبى الربا الاستطالةَ في عرضِ المسلمِ بغيرِ حقٍّ). (صحيح أبي داود:4876)

قال الطيبي: أدخل العرض في جنس المال على سبيل المبالغة، وجعل الربا نوعين؛ متعارف وهو ما يؤخذ من الزيادة على ماله من المديون، وغير متعارف وهو استطالة الرجل باللسان في عرض صاحبه ثم فضل أحد النوعين على الآخر.

قوله:(إن من أرْبى الربا) أي: أكثره وبالا وأشده تحريما.

(الاستطالةَ في عرضِ المسلمِ) أي: إطالة اللسان في عرض المسلم باحتقاره والترفع عليه، والوقيعة فيه بنحو قذف أو سب، وإنما يكون هذا أشدها تحريما لأن العرض أعز على النفس من المال.

قوله: (بغيرِ حقٍّ):فيه تنبيه على أن العرض ربما تجوز استباحته في بعض الأحوال، وذلك مثل:

  1. قوله صلى الله عليه وسلم: (لَيُّ الواجدِ يحلُّ عرضَهُ وعقوبتَهُ) (صحيح ابن ماجه:1985)، فيجوز لصاحب الحق أن يقول فيه: إنه ظالم وإنه متعد ونحو ذلك.
  2. ومثله ذكر مساوي الخاطب.
  3. الفتوى إن أبا سفيان رجل شحيح.
  4. التعريف مثل الأعرج الاطرش.
  5. التحذير من المبتدعة والفسقة وذكر حال الراوي بأوصافه.
لسانك لا تذكر به عورة امرإ فكلك عورات وللناس ألسن
وعينك إن أبدت إليك مساوئا فصنها وقل يا عين للناس أعين

النار في صغير والجنة في صغير

روى أحمد في مسنده بإسناد صحيح سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّمَا مَثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ كَقَوْمٍ نَزَلُوا بَطْنَ وَادٍ، فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ، وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْهُ). (تخريج المسند:22808)

صحيح البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ في هِرَّةٍ حَبَسَتْها حتَّى ماتَتْ جُوعًا، فَدَخَلَتْ فيها النَّارَ). قال: فقال والله أعلم: (لا أنْتِ أطْعَمْتِها ولا سَقَيْتِها حِينَ حَبَسْتِيها، ولا أنْتِ أرْسَلْتِها، فأكَلَتْ مِن خَشاشِ الأرْضِ). (صحيح البخاري:2365)

روى البخاري عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ، اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ، فَوَجَدَ بِئْرًا، فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِبَ، ثُمَّ خَرَجَ ؛ فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ بِي. فَنَزَلَ الْبِئْرَ، فَمَلَأَ خُفَّهُ، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ، فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ). قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجراً؟ فقال: (نَعَمْ، فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ). (صحيح البخاري:6009)

روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنَّ امْرَأَةً بَغِيًّا رَأَتْ كَلْبًا في يَومٍ حارٍّ يُطِيفُ ببِئْرٍ، قدْ أدْلَعَ لِسانَهُ مِنَ العَطَشِ، فَنَزَعَتْ له بمُوقِها فَغُفِرَ لَها). (صحيح مسلم:2245)

قصة العقرب والضفدع

ذكر الأبشيهي في كتاب المستطرف: ﻗﺎﻝ ﺫﻭ اﻟﻨﻮﻥ اﻟﻤﺼﺮﻱ: ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺳﻳﺎﺣﺘﻲ ﺇﺫ ﻣﺮﺭﺕ ﺑﺸﺎﻃﻰء اﻟﺒﺤﺮ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻋﻘﺮﺑﺎ ﺃﺳﻮﺩ ﻗﺪ ﺃﻗﺒﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺟﺎء ﺇﻟﻰ ﺷﺎﻃﻰء اﻟﺒﺤﺮ، ﻓﻈﻨﻨﺖ ﺃﻧﻪ ﻳﺸﺮﺏ ﻓﻘﻤﺖ ﻷﻧﻈﺮ ﻓﺈﺫا ﺑﻀﻔﺪﻉ ﻗﺪ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ اﻟﻤﺎء ﻭﺃﺗﺎﻩ ﻓﺤﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ﻭﺫﻫﺐ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ اﻟﺠﺎﻧﺐ.

ﻗﺎﻝ ﺫﻭ اﻟﻨﻮﻥ: ﻓﺎﺗﺰﺭﺕ ﺑﻤﺌﺰﺭﻱ ﻭسبحت ﺧﻠﻔﻪ ﺣﺘﻰ ﺇﺫا ﺻﻌﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ اﻟﺠﺎﻧﺐ ﺻﻌﺪﺕ ﻭﺳﺮﺕ ﻭﺭاءﻩ ﻓﻤﺎ ﺯاﻝ ﺣﺘﻰ ﺟﺎء ﺇﻟﻰ ﺷﺠﺮﺓ، ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺗﺤﺘﻬﺎ ﻏﻼﻣﺎ ﻧﺎﺋﻤﺎ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ اﻟﺴﻜﺮ ﻗﺪ ﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻨﻴﻦ ﻋﻈﻴﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻠﺼﻘﺖ اﻟﻌﻘﺮﺏ ﺑﺮﺃﺱ اﻟﺘﻨﻴﻦ ﻭﻟﺴﻌﺘﻪ ﻓﻘﺘﻠﺘﻪ ﺛﻢ ﺭﺟﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﻇﻬﺮ اﻟﻀﻔﺪﻉ ﻓﻌﺒﺮ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﺎء ﻭﺳﺎﺭ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﻜﺎﻥ اﻟﺬﻱ ﺟﺎءﺕ ﻣﻨﻪ.

ﻗﺎﻝ ﺫﻭ اﻟﻨﻮﻥ: ﻓﺘﻌﺠﺒﺖ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﻧﺸﺪﺕ:

ﻳﺎ ﺭاﻗﺪا ﻭاﻟﺠﻠﻴﻞ ﻳﺤﻔﻈﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺳﻮء ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻢ
ﻛﻴﻒ ﺗﻨﺎﻡ اﻟﻌﻴﻮﻥ ﻋﻦ ﻣﻠﻚ ﻳﺄﺗﻴﻚ ﻣﻨﻪ ﻓﻮاﺋﺪ اﻟﻨﻌﻢ

ﺛﻢ ﺃﻳﻘﻈﺖ اﻟﻐﻼﻡ ﻭﺃﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ: ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ: ﺃﺷﻬﺪﻙ أﻧﻲ ﻗﺪ ﺗﺒﺖ.

ﻭﻣﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻗﺎله الشاعر عمارة اليمني:

ولا تحتقر كيد الضعيف فربما تموت الأفاعي من سموم العقارب
فقد هد قدماً عرش بلقيس هدهد وخرب فأر قبل ذا سد مارب
إذا كان رأس المال عمرك فاحترز عليه من الإنفاق في غير واجب
فبين اختلاف الليل والصبح معرك يكر علينا جيشه بالعجائب

قال الشاعر:

خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى
 واصنع كماش فوق الارض يحذر ما يرى
 لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى 
مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *