تخطى إلى المحتوى

خطبة عن القيم والأخلاق

مشاركة:

خطبة عن القيم والأخلاق بعنوان (قيمتك في قيمك) للشيخ محمد نبيه يوضح فيها تعريف القيم في اللغة والاصطلاح ويبين أهمية القيم وأنواعها.

خطبة عن القيم والأخلاق
خطبة عن القيم والأخلاق

ما هو تعريف القيم لغة واصطلاحا؟

تعريف القيم لغة هي: جمع قيمة، وفي اللغة من الفعل قَوَمَ، ولها عدّة دلالات منها: قيمة الشّيء وثمنه، والثّبات والدّوام، والاستقامة والاعتدال، ونظام الأمر وعِماده، وأقربها لمعنى القيمة هو الثّبات والدّوام والاستمرار على الشّيء.

أما تعريف القيم اصطلاحا هي: مجموعة الأحكام المترتبة على الأوامر والنواهي الشرعية التي تضبط حركة الإنسان وخلقه في شئؤن الدنيا والآخرة، فحركة الإنسان وخلقه هي قيمته وثمنه.

يقول الشاعر:

ثمن الفتى في الناس قدرُ كماله لا كالبهيمة من لُجينٍ أَو ذهب
وَالمرء في أَخلاقه وَمقاله معنىً يدل عليه إن جُهِلَ النسب
فإذا فقدت الجدّ فاختر بعده أن تنتمي لأب شريف كالأدب

ما هي أنواع القيم الإسلامية؟

تساعد القيم الإسلامية في المحافظة على تماسك المجتمع ووحدته واستقراره، وتمكين المجتمع من مواجهة التغيرات التي قد يتعرّض لها بين حينٍ وآخرٍ.

كما إنّها تحمي المجتمع من النزوات والشهوات الطائشة والأنانية المُفرطة، وتعمل على ربط أجزاء ثقافة المجتمع ببعضها.

وهذا ينعكس على الفرد فتبنى شخصيته ويكون عنصراً فعالاً حر التعبير حسن الإدراك فاهم للأمور ينظر في المآلات، وهذا يقوي روح العمل.

  1. القيم الإيجابية وهي: التحلية بالصدق، والأمانة، والرحمة، والرفق، والكرم، والتزكية، والعدل، والإحسان، والصبر، والزهد، والتواضع وغيرها، وكلّ عملٍ يدل على حُسن الأدب.
  2. القيم التركية وهي: التخلية من الكذب، والخيانة، والجبن، والبخل والرذيلة، والخِسّة، وكلّ عملٍ يدل على سوء الأدب.

ما هي أنواع القيم الإيجابية؟

الصدق

ويشمل صدق اللسان والأفعال والأحوال؛ وأمّا صدق اللسان فيُقصد به مطابقة واستواء ما يصدر من اللسان على الأقوال، وصدق الأعمال يعني استواء الفعل على الأمر، وأمّا صدق الأحوال فيعني استواء الجوارح على الإخلاص.

وقد حث الله تعالى على الصدق، فقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (سورة التوبة:119)، وقال تعالى: (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ). (سورة الزمر:33)

الأمانة

وتشمل حركة الإنسان في شئون الدنيا والآخرة، وتشمل أي حقٍ متعلق بالذمم، فتشمل العِرض والنفس والمال والتكليف الشرعي وغير ذلك، كما تشمل الأفعال والأقوال والاعتقادات.

وأعظم الأمانات أمانة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على رسالة الوحي التي كلّفه الله تعالى بتبيلغها؛ فأدّاها على أكمل وجهٍ.

وقد تواترت النصوص على تأكيد أداء الأمانة، يقول الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا). (سورة النساء:58)

قال العلماء: نزلت في ولاة الأمور: عليهم أن يؤدُّوا الأمانات إلى أهلها، وإذا حكموا بين النَّاس أن يحكموا بالعدل، وإذا كانت الآية قد أوجبت أداء الأمانات إلى أهلها والحكم بالعدل، فهذان جماع السياسة العادلة والولاية الصالحة.

وأكدت النصوص ترك الخيانة وأن من علامات الساعة ضياع الأمانة وانتشار الخيانة بسيادة الجهل واسترقاق العلم.

في الصحيحين عن عمران بن حصين يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ خَيْرَكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ)، قال عمران: فلا أدري أقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قرنه مرتين أو ثلاثة، (ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَهُمْ قَوْمٌ يَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ، وَيَنْذِرُونَ وَلَا يُوفُونَ، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ). (صحيح مسلم:2535)

وروى أبو داود في سننه بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذكر الفتنة، فقال: (إِذَا رَأَيْتُمُ النَّاسَ قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ، وَخَفَّتْ أَمَانَاتُهُمْ، وَكَانُوا هَكَذَا). وشبك بين أصابعه. قال: فقمت إليه فقلت: كيف أفعل عند ذلك، جعلني الله فداك؟ قال: (الْزَمْ بَيْتَكَ، وَامْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَخُذْ بِمَا تَعْرِفُ، وَدَعْ مَا تُنْكِرُ، وَعَلَيْكَ بِأَمْرِ خَاصَّةِ نَفْسِكَ، وَدَعْ عَنْكَ أَمْرَ الْعَامَّةِ). (صحيح أبي داود:4343)

وفي صحيح البخاري، عن أبي هريرة، قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم، جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث، فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع حتى إذا قضى حديثه، قال: (أَيْنَ أُرَاهُ السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ؟) قال: ها أنا يا رسول الله. قال: (فَإِذَا ضُيِّعَتِ الْأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ). قال: كيف إضاعتها؟ قال: (إِذَا وُسِّدَ الْأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ). (صحيح البخاري:59)

وإسناد الأمر إلى غير أهله يفيد تمكين الجهل وإقصاء العلم، وللأسف الشديد غلب على الزمان سوء الحال ولله در الشاعر:

هذا زمان الجهل يركب سيدا والعلم يمشي خلفه خداما

ويقول الشاعر:

أد الأمانة والخيانة فاجتنب واعدل ولا تظلم يطب لك مكسب
وإذا بليت بنكية فاصبر لها من ذا رأيت مسلما لا ينكب

والرحمة ويُقصد بها الحالة الوجدانية التي تنبع من رقّة القلب وتقوم على مبدأ الإحسان، ومن صور رحمة الله سبحانه بالبشرية؛ إرسال محمد عليه الصلاة والسلام لهم، قال تعالى في سورة الأنبياء: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ). (سورة الأنبياء:107)

ومن صور رحمة النبي عليه الصلاة والسلام بأمّته النهي عن السؤال عمّا سُكت عنه، ومن رحمته بالنساء أنّه استوصى بهنّ خيراً، كما كان يُساعد أهله في عمل البيت رحمةً بهم، وكان يُقبّل الأطفال ويعطف عليهم ويُعاملهم بالشفقة واللين.

الكرم والجود

وهما يدلّان على سعة وكثرة العطاء، وقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام أجود الناس وأكثرهم كرماً، كما في الصحيحين عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة. (صحيح البخاري:6)

وقد شمل عطاؤه أنواع الجود كله، فقد بذل نفسه وماله وعلمه في سبيل تبليغ دعوة الإسلام للبشرية، وكان سخيّاً يؤثر غيره على نفسه، لا يمنع سائلاً، ويلتمس أهل الحاجة فيطيهم ما تيسّر لديه.

التزكية

ويُقصد بها معنيان:

  1. التطهير؛ أي تطهير النفس من الآفات والعيوب المعنوية.
  2. تنمية الفضائل وعناصر الخير التي تحقّق الصفاء وصلاح الدنيا والآخرة في النفس، وقد بُعث النبي محمد عليه الصلاة والسلام لتزكية البشر، قال تعالى في سورة الجمعة: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ). (سورة الجمعة:2)

العدل

ويُقصد به مجانبة الظلم والجور، والتوسّط في الأمور، والتزام الحق، ولم يقتصر العدل في الإسلام على التشريعات والأحكام الإسلامية، وإنّما شمل حياة الفرد والمجتمع بكلّ ما فيها، وعلاقات الإنسان كلها.

وعمل الإسلام على تحقيق العدل بأشكاله الثلاث: العدل القانوني الذي يعني سريان القوانين على جميع الناس دون تفرقةٍ بينهم، والعدل الاجتماعي الذي ألغى التفرقة بين طبقات المجتمع على اختلافها، وعمل على توفير الحياة الكريمة للناس جميعهم على اختلاف منابتهم وأصولهم، وأخيراً العدل الدولي الذي يُعنى برفع الظلم عن المظلومين ومنع استضعاف أحدٍ، والحرص على الوفاء بالعهود والمواثيق.

الإحسان

وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن تحقق مقام المشاهدة فلا تحرمن نفسك من مقام المراقبة، والإحسان للخلق عطاء فوق العدل، وبهما قد أمر الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ). (سورة النحل:90)

الصبر

لقد أمر الله تعالى به رسوله صلى الله عليه وسلم، يقول الله تعالى: (فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ) (سورة طه:130)، ويقول تعالى: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ). (سورة الروم:60)

ويقول تعالى: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ). (سورة غافر:55)

ويقول تعالى: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ۚ بَلَاغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ) (سورة الأحقاف:35)، ويقول تعالى: (فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا). (سورة المعارج:5)

ولقد ضرب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أروع الأمثلة في الصبر؛ فصبر على ضيق الحياة وشدتها، وعلى أذى المشركين وكيدهم له، وعلى إيذاء أهل الطائف له من استهزاءٍ وسُخريةٍ وعنتٍ، ومن أوجه صبره كذلك صبره على الطاعة؛ فقد كان يقوم الليل حتى تتفطّر قدماه بالرغم من أنّ الله تعالى قد غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.

الزهد

ويقابله في اللغة الرغبة، ويُقصد به عدم الميل إلى الشيء، أمّا في الاصطلاح فيطلق على الإعراض عن الحياة الدنيا وما فيها من ملذاتٍ وشهواتٍ.

وعُرّف أيضاً بأنّه طلب راحة الحياة الآخرة بترك راحة الحياة الدنيا، وكان النبي عليه الصلاة والسلام أزهد الناس في الدنيا؛ طمعاً في نيل الدرجات العليا والنعيم المقيم في الحياة الآخرة.

روى أحمد في مسنده بسند صحيح عن عمرو بن العاص يخطب الناس بمصر، يقول: ما أبعد هديكم من هدي نبيكم صلى الله عليه وسلم، أما هو فكان أزهد الناس في الدنيا، وأما أنتم فأرغب الناس فيها. (الصحيح المسند:1014)

وفي سنن الترمذي بإسناد ضعيف عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أنّ النبي عليه الصلاة والسلام قال: (عَرضَ عليَّ ربِّي ليجعلَ لي بَطحاءَ مَكَّةَ ذهبًا فقلتُ: لا يا رب ولكنِّي أشبعُ يومًا وأجوعُ يومًا فإذا جُعتُ تَضرَّعتُ إليكَ وذَكَرتُكَ، وإذا شَبِعْتُ حَمِدْتُكَ وشَكَرتُكَ). (ضعيف الجامع:3704)

وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم طعاما قط، إن اشتهاه أكله وإلا تركه.

الرفق

ويُقصد به اليسر والسهولة في الأمور، فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام أرفق الناس، ومن صور رفقه اختياره للأمور اللينة، كما روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: (ما خُيِّرَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بيْنَ أَمْرَيْنِ، أَحَدُهُما أَيْسَرُ مِنَ الآخَرِ، إلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا، ما لَمْ يَكُنْ إثْمًا). (صحيح مسلم:2327)

التواضع

قال الله تعالى لرسوله عليه الصلاة والسلام يأمره بالتواضع: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (سورة الشعراء:215)، ويُقصد بالتواضع انكسار القلب وخضوعه لله تعالى، مع خفض الجناح والرحمة للعباد.

ومن أعظم وأجلّ صور التواضع؛ التواضع لله تعالى، إذ كان النبي عليه الصلاة والسلام شديد التواضع لربه، قائماً بالعبادات والأوامر، ناهياً العباد عن الغلو في إطرائه والثناء عليه؛ لئلا يصل العباد بذلك لعبادته من دون الله تعالى.

كما كان النبي متواضعاً للعباد، فكان يمرّ بالصبيان ويلقي السلام عليهم، كما كان حريصاً على عيادة المريض، وحضور الجنازة، وإجابة الدعوة، وعُرف بحُسن عشرته لزوجاته.

وروى ابن ماجه في سننه بإسناد صحيح عن أبي مسعود قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل، فكلمه فجعل ترعد فرائصه، فقال له: (هَوِّنْ عَلَيْكَ ؛ فَإِنِّي لَسْتُ بِمَلِكٍ، إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ). (سنن ابن ماجه:3312)

وهناك قيم تتحق بالترك والتخلية من كل مايشين الإنسان في شئونه الدنيوية والأخروية سنتعرض لها عما قريب إن شاء الله.

مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *