تخطى إلى المحتوى

خطبة عن رحمة الله بعباده

مشاركة:

خطبة عن رحمة الله بعباده للشيخ محمد نبيه من مسجد التوحيد بقنتير بعنوان (لا أحد أرحم بك من الله) يوضح فيها كيف تستجلب رحمة الله تعالى.

خطبة عن رحمة الله بعباده
خطبة عن رحمة الله بعباده

مقدمة عن رحمة الله بعباده

أخي باركك الله: إعلم أن دينك مكتمِل، وشريعتك تامَّة، فأنت الوحيد الذي تمتدُّ أصولك إلى السماء، أنت الوحيد الذي دُوِّنت لك أفعال وأقوال مصدر تشريعك السماء من طريق رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم من  التوحيد حتى الإبتسامة.

فأحسن الظن بربك ولا تقنط من رحمته حتى تحلو الحياة وتطيب لأن الحياة بلا رحمة عذاب ولا أحد أرحم بك من الله قال تعالى: (مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ). (سورة فاطر:2)

فاﻟﻤﻮﺳﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺯﻗﻪ ﻻ ﻳﻀﻴﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻏﻴﺮ اﻟﻠﻪ، ﻭاﻟمقدر عليه ﻻ ﻳﻮﺳﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻏﻴﺮ اﻟﻠﻪ.

ورد في السنة النبوية عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَمَّا قَضَى اللَّهُ الخَلْقَ، كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ: إنَّ رَحْمَتي سَبَقَتْ غَضَبِي). (صحيح البخاري:7453)

وروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (جَعَلَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِئَةَ جُزْءٍ، فأمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وتِسْعِينَ جُزْءًا، وأَنْزَلَ في الأرْضِ جُزْءًا واحِدًا، فَمِنْ ذلكَ الجُزْءِ يَتَراحَمُ الخَلْقُ، حتَّى تَرْفَعَ الفَرَسُ حافِرَها عن ولَدِها، خَشْيَةَ أنْ تُصِيبَهُ). (صحيح البخاري:6000)

أمثلة رحمة الله بعباده

لو فتح الله سبحانه من رحمته لأحد من خلقه، فسيجد الرحمة في كل شيء، وفي كل موضع، وعلى كل حال، وفي كل مكان، وفي كل زمان، فإنه لا مُمسك لها.

فرحمة الله من طلبها وجدها ومن أخذ بمفاتيحها نالها في أي مكان وزمان وعلى أي حال ولك أمثلة منها:

  • وجدها إبراهيم عليه السلام في النار.
  • ووجدها يوسف عليه السلام في الجُب، كما وجدها في السجن.
  • ووجدها يونس عليه السلام في بطن الحوت في ظلمات ثلاث.
  • ووجدها موسى عليه السلام في اليمّ وهو طفل رضيع مُجرّد من كل قوة ومن كل حراسة.
  • ووجدها أصحاب الكهف في الكهف حين افتقدوها في القصور والدور فقال بعضهم لبعض: (فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا). (سورة الكهف:16)
  • ووجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم  وصاحبه أبوبكر رضي الله عنه في الغار، والقوم يتعقبونهم قائلاً: (لا تحزن إن الله معنا).

وسيجدها كل من أخلص لله، قاصداً باب الله، ولك الأبواب التي توصلك إلى رحمة الله.

كيف تستجلب رحمة الله

  • الإيمان والعمل الصالح: قال جل وعلا: (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ). (سورة الجاثية:30)
  • طاعة الله ورسوله: قال جل وعلا: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ). (سورة آل عمران:132)، وقال جل وعلا: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ). (سورة النور:56)
  • إتباع الكتاب والسنة: إن إتباع كتاب الله هو الخير كل الخير، قال تعالى: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ). (سورة الأنعام:155)

واعلم أنه لا يصح إتباع الكتاب إلا بإتباع السنة؛ لأنها شارحة ومبينة ومفصلة ومقيدة ومخصصة للكتاب ومستقلة بأحكام.

قال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ). (سورة الأعراف)

رحمة الخلق: كيف تُريد رحمة الله وأنت لا ترحم عباده، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء). (صحيح، سنن أبي داود ح (4941))

الرحمة بالحيوان: ورد في البخاري ومسلم: (أن امرأةً بغياً رأت كلباً في يوم حار يطوف ببئر، قد أدلع لسانه من العطش، فنزعت له بموقها (أي أنها استقت له من البئر، والموق هنا هو الخف فغُفِر لها). (أخرجه البخاري (3318)، ومسلم (2619)، من حديث أبي هريرة)

إذا كان الله تعالى رحم البغي لرحمتها  بالكلاب فكيف تكون رحمته لمن رحم من وحّد ربّ الأرباب؟!

إصلاح ذات البين: قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ). (سورة الحجرات:10)

عيادة المرضى: روى مالك في موطئه وأحمد في مسنده بإسناد صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَن عادَ مريضًا لم يزَلْ يخوضُ في الرحمةِ حتى يجلِسَ، فإذا جلَسَ اغتمَسَ فيها). (تخريج المسند:14260)

التقوى: قال سبحانه: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (سورة يس:45)

وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ). (سورة الحديد:28)

الإستماع للقرآن: كأنك ترى وتشاهد، قال عز من قائل: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ). (سورة الأعراف:204)

مدارسة القرآن: روى مسلم في صحيحه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ). (صحيح مسلم:2699)

الاستغفار: قال سبحانه: (لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (سورة النمل:46)

وقال تعالى ذكره: (وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ). (سورة الأنعام:54)

الصبر بلا شكاية: فالصابرون  تنالهم رحمة الله، قال تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)). (سورة البقرة)

نصيحة الزوجين لبعضهم بقيام الليل: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: (رحم اللّه رجلا قام من اللّيل فصلّى، ثمّ أيقظ امرأته فصلّت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم اللّه امرأة قامت من اللّيل فصلّت، ثمّ أيقظت زوجها فصلّى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء). (سنن أبي داود: كتاب الصلاة، باب: قيام الليل (1113)، وأخرجه أيضًا أحمد (2/250)، وهو في صحيح سنن أبي داود (1287))

صلاة أربع ركعات قبل العصر: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: (رحم اللّه امرأ صلّى قبل العصر أربعا). (أخرجه الإمام أحمد (5944)، وأبو داود في الصلاة، باب: الصلاة قبل العصر (1271))

انتظار الصلاة: قال صلى الله عليه وسلم: (لا يزال العبد في صلاة ما كان في مصلاه ينتظر الصلاة، وتقول الملائكة: اللهم اغفر له اللهم أرحمه حتى ينصرف أو يحدث). (صحيح مسلم)

الهجرة والجهاد: ترك الأوطان ومفارقة الأحبة، والتعرض للموت في سبيل الله من أشق العبادات على النفوس، والتي بسببها يحصل العبد على الدرجات العلا والمغفرة والرحمة والرضوان.

قال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ). (سورة البقرة:218)

وقال عز من قائل: (الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ (21)). (سورة التوبة)

الإحسان قولا وعملا: قال تعالى: (وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ). (سورة القصص:77)

الإحسان مع الوالدين: قال تعالى: (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا). (سورة الإسراء:23)

الإحسان في القول: قال تعالى: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً). (سورة البقرة:83)

وقال تعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ). (سورة الإسراء:53)

وقال تعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ). (سورة الأعراف:56)

الخوف والرجاء: قال عز وجل: (وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ). (سورة الأعراف:154)

وأخرج البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنَّ رَجُلًا كانَ قَبْلَكُمْ، رَغَسَهُ اللَّهُ مالًا، فقالَ لِبَنِيهِ لَمَّا حُضِرَ: أيَّ أبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قالوا: خَيْرَ أبٍ، قالَ: فإنِّي لَمْ أعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ، فإذا مُتُّ فأحْرِقُونِي، ثُمَّ اسْحَقُونِي، ثُمَّ ذَرُّونِي في يَومٍ عاصِفٍ، فَفَعَلُوا، فَجَمعهُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ، فقالَ: ما حَمَلَكَ؟ قالَ: مَخافَتُكَ، فَتَلَقَّاهُ برَحْمَتِهِ). (صحيح البخاري:3478)

صبر المرسلين وصلاحهم: قال عز وجل: (وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ (85) وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا ۖ إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ (86)). (سورة الأنبياء)

الصالحون هم الذين يبنون لا يهدمون هم ينفقون ولا يبخلون يصلحون في الأرض لا يفسدونها.

التقرب بالإنفاق وعدم المن به: قال سبحانه: (وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ). (سورة التوبة:99)

وقال تعالى عن موسى: (وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ). (سورة الأعراف:156)

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: هو  الذي من أجله أرسل الله الرسل أجمعين،  وهو سبيل الفلاح في الدنيا والآخرة، وهو من خصائص هذه الأمة، بل  وقدّمه الله تعالى على الصلاة والزكاة ولذلك استحق من يفعله الرحمة.

قال تبارك اسمه: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ الله وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ). (سورة التوبة:71)

فسارع بترك القنوط وتب إلى الله فإن هذا من مفاتيح الرحمة:

قال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ). (سورة الزمر: 53)

وقال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ). (سورة الأعراف: 156)، وقال تعالى: (وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ). (سورة الأنعام: 54)

روى البزار والطبراني واللفظ له بإسناد صححه الألباني في صحيح الترغيب عن أبي طويل شطب الممدود؛ أنَّه أتى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيتَ مَنْ عمِلَ الذنوبَ كلَّها ولَمْ يتْرُكْ منها شيْئاً وهو في ذلك لَمْ يَتْرُكْ حاجَّةً ولا داجّةً إلا أتاها، فَهلْ لذلِكَ مِنْ تَوْبَةٍ؟ قال: (فهلْ أسْلَمْتَ؟). قال: أمَّا أنا فأشْهَدُ أنْ لا إله إلا الله، وأنَّك رسولُ الله. قال: (تَفْعَلُ الخَيْراتِ، وتَتْرُكُ السَّيِّئَاتِ؛ فَيَجْعَلُهُنَّ الله لَك خَيْراتٍ كلَّهُنَّ). قال: وغَدَراتي وفَجَراتي؟ قال: (نعم). قال: الله أكبَرُ، فما زالَ يُكَبِّرُ حتَّى تَوارى.

مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *