كتاب الأدب الأدب تأليف أبي عرفات الشيخ/ محمد بن نبيه على ضيف الله – وهو عبارة عن محاضرات كل محاضرة تتفرد بأدب من الآداب التي أهملها الناس.
تقديم
لو نظرت إلى التكاليف الشرعية من أوامر ومناهي لرأيت أنها تهدف إلى تقويم الإنسان سلوكياً وهذا بتأديبه ظاهراً وباطناً، وهذا يهيئه لكي يفوز بعز الجوار في دار الكرامة في جنة الله.
ولما كان عز الجوار في الجنة مطمحاً ترنوا إليه أنظار طلاب العلم، رأيت أن أجعل درسي تحت عنوان “تأدب قبل أن تتعلم”، وهذا لأن فئة ممن ينتسبون إلى العلم في حاجة إلى الأدب حيث إنهم لما أرادوا إبعاد النقص عن أنفسهم ألحقوه بغيرهم.
ومن هؤلاء شببة أرادوا أن يظهروا للناس أنهم على المنهج فشانوا كل علماء الأمة الأموات منهم والأحياء، وسبوهم فوق المنابر وبدعوهم وفسقوهم وضللوهم وكفروهم ووصفوهم بالتخليط والتمييع والتضييع، وكان لسان حالهم (لَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا) – سورة الأعراف.
ولو أنهم تأدبوا قبل أن يتعلموا لعلموا أن أدل شئ على طهارة النفس هو اعتقاد الطهارة في الآخرين، وأن أدل شئ على فجورها هو دفعه عنها برمي الفضلاء به.
اقرأ أيضا: تعريف الأدب
قال الشاعر:
وما عبر الإنسان عن فضل نفسه
بمثل اعتقاد الفضل في كل فاضل
وإن أخس النقص أن ينفي الفتى
قذى النقص عنه بانتقاص الأفاضل
من أجل ذلك كانت هذه الرسالة وكانت عبارة عن محاضرات كل محاضرة تتفرد بأدب من الآداب التي أهملها الناس.
وكانت المحاضرات كثيرة لكن قدر الله أن يسرق الكمبيوتر من المكتبة وما كنت نسخت منها إلا هذا القدر فقط.
فأسأل الله أن ينفعنا بها وأن ينفع بها عامة الخلق، إنه وليّ ذلك والقادر عليه.