تخطى إلى المحتوى

خطبة عن اللغة العربية وأهميتها

مشاركة:

خطبة عن اللغة العربية وأهميتها بعنوان (الرزية في طمس الهوية) للشيخ محمد نبيه يوضح فيها أهمية اللغة العربية ويبين مراحل تطور اللغة العربية.

خطبة عن اللغة العربية وأهميتها
خطبة عن اللغة العربية وأهميتها

الهوية العربية

أولا: العرب: شعب من الشعوب السامية يسكن كثير منهم الجزيرة العربية القديمة والحديثة ويطلق كذلك على الشعوب التي تحالفت بشكل وثيق مع العرب.

ثانيا: الهوية: هي الروابط التي تربط العرب، ومنها: روابط عرقية، ولغوية، وثقافية، وتاريخية، وقومية، وجغرافية، وسياسية، ولديهم عاداتهم الخاصة، ولغتهم، وفن العمارة، والفنون، والأدب، والمأكولات، واللباس، والمجتمع، والرياضة، والأساطير.

وفي الوقت الحاضر يعيش أكثر من ٤٠٠ مليون عربي بشكل رئيسي في ٢٢ دولة، ويشكلون الأغلبية الساحقة من السكان في السعودية وسوريا واليمن والأردن ولبنان والعراق ومصر ودول شمال إفريقيا، واللغة العربية هي الرمز الرئيسي للوحدة الثقافية بينهم.

الهوية العربية هي الحالة الموضوعية أو الذاتية لإدراك الشخص العربي والعلاقة إلى كونه عربي، وهي تعتمد على ثقافة مشتركة، ونسب تقليدي، والأرض المشتركة في التاريخ، وتبادل الخبرات بما في ذلك الصراعات والمواجهات الأساسية، هذه القواسم المشتركة هي إقليمية وقبلية، ترجع إلى ما قبل ظهور الإسلام، وشهدت تاريخيًا ظهور ممالك مسيحية عربية ووجود قبائل يهودية عربية.

ومع الفتوحات الإسلامية في القرنين السابع والثامن الميلاديين، أسس العرب خلافة عربية (تحت حكم الخلفاء الراشدين والأمويين، ثم العباسيين) امتدت من الحدود الجنوبية لفرنسا غربًا إلى حدود الصين شرقًا، ومن آسيا الصغرى شمالاً إلى السودان جنوبًا، لذا كانت واحدة من أكبر الممالك اتساعًا في التاريخ.

وقد نشر العرب الإسلام والثقافة والعلوم واللغة العربية في معظم هذه المناطق، عن طريق التحول الديني والاستيعاب الثقافي.

واليوم يعد معظم العرب مسلمون، مع وجود أقليات من ديانات أخرى، أغلبها مسيحية إلى جانب أقلية من الموحدين الدروز والبهائيين.

بالنسبة لرابط اللغة العربية فإنها تجاوزت العرق والدين والقبيلة، وبالتالي يمكن إعتبار اللغة العربية عاملاً مشتركًا بين جميع العرب، بما أن اللغة العربية تتعدى حدود البلاد، تساعد اللغة العربية على خلق شعور الهوية العربية.

تطور اللغة العربية

لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم ونزل عليه القرٱن بلغة قريش سادت لغة قريش على اللغات العربية الشمالية القديمة وحلت محلها، بينما كانت تسمى اللغة العربية الجنوبية القديمة لغة حمير نسبة إلى أعظم ممالك اليمن حينذاك.

وما كاد النصف الأول للألفية الأولى للميلاد ينقضي حتى كانت هناك لغة لقريش، ولغة لربيعة، ولغة لقضاعة، وهذه تسمى لغات وإن كانت ما زالت في ذلك الطور لهجات فحسب، ويفهم كل قوم غيرهم بسهولة، كما كانوا يفهمون لغة حمير أيضًا وإن كان بشكل أقل.

وكان نزول القرآن في تلك الفترة هو الحدث العظيم الذي خلدت بواسطته إحدى لغات العرب حينذاك، وهي اللغة التي نزل بها – والتي كانت أرقى لغات العرب – وهي لغة قريش، وسميت لغة قريش منذ ذلك الحين باللغة العربية الفصحى.

معلومات عن اللغة العربية

يتكلم العرب اليوم هذه اللغة العربية القرشيّة، ويطلقون عليها لغة الضاد لتفردها بهذا الحرف، وهي مكونة من 28 حرفًا، يُضاف إليها بضعة أحرف أخرى فارسية لتوضيح لفظ بعض الكلمات.

تعد اللغة العربية من أقدم اللغات الحية حاليًا، وتنقسم اللغة الفصحى إلى سبع أو عشر لهجات فصحى يُقرأ بها القرآن الكريم.

ويتكلم العرب المعاصرون العربية الفصحى ولهجات عامية متنوعة إلا أنها متقاربة، منها اللهجة الخليجية الخاصة بسكان حوض الخليج العربي، واللهجة المصرية الخاصة بسكان مصر، واللهجة الشامية الخاصة بأهل الشام، وغيرها.

ومن الملاحظ أن كل لهجة من تلك اللهجات تنقسم إلى لهجات محلية بدورها، مثل اللهجة الدمشقية واللهجة اللبنانية واللهجة الحلبية واللهجة الإسكندرانية، وهذه تُقسم أيضًا إلى لكنات عديدة.

اللغة العربية الفصحى الحديثة هي اللغة العربية والأدبية المستخدمة في الكتابة، وكذلك في معظم الخطابات الرسمية، على الرغم من أنها لا تستخدم في الخطاب اليومي من قبل الغالبية العظمى من العرب، معظم العرب الذين يتعاملون في اللغة العربية الفصحى الحديثة يكتسبونها من خلال التعليم ويستخدمونها فقط للكتابة.

أهمية اللغة العربية

يجب الحفاظ على اللغة العربية لأن العربية هي لغة القرآن الكريم، والثقافة العربية هي التي انتشرت من خلالها الدعوة الإسلامية في العالم.

وحينما يتمّ فصل العروبة الثقافية عن الإسلام الحضاري، فكأنّ ذلك هو فصل لغة القرآن الكريم عن القرآن الكريم نفسه، وكأنّه فصل للأرض العربية التي عليها المقدّسات الإسلامية، عن الدين الإسلامي، هذه الخصوصية في العلاقة تجعل إضعاف العروبة إضعافاً للإسلام، والعكس صحيحٌ أيضاً.

الهوية الإسلامية

هي السمات والروابط المشتركة بين من دان بالإسلام واغتنقه من خلال تأثره بعقيدته وشريعته كمحاكاته هدي النبي صلى الله عليه وسلم وطريقته ومعاملاته والتأسي به في سمته وأحواله، وهذا مايبرز شخصية المسلم واستقلاليته.

وكل ترك لطريقة النبي صلى الله عليه وسلم فهو إعلان حرب على الهوية الإسلامية، فمثلا: من الهدي النبوي إعفاء اللحى، لكن إعفاء اللحى على طريقة اليهود مع الشارب؟ أو تركها على طريقة أهل الفن؟ أم على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم؟

فما كان على طريقة النبي فهي الهوية وما خالفها فهو طمس للهوية، وكذلك في سائر ما يتأسى به، وفي اللغة الحرص على الفصحى هي الهوية والكلام بغيرها طمس لها.

علامات الإعتزاز بالهوية

  1. الحرص على التاريخ الهجري وإثبات الشهور بالأهلة.
  2. التخلق بالأخلاق والقيم الإسلامية.
  3. الحرص على اللباس الشرعي.
  4. الحرص على الشعار الإسلامي كالأذان للصلوات والملمات.والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
  5. حسن الإنتماء والولاء للإسلام.
  6. الوحدة وعدم التشرزم.

أدلة الهوية من وسطية ونصيحة ووحدة

قال تعالى: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ). (سورة البقرة:143)

قال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ). (سورة آل عمران:110)

قال تعالى: (إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (٩٢) وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ ۖ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ (٩٣)). (سورة الأنبياء)

وقال تعالى: (وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (٥٢) فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (٥٣)). (سورة المؤمنون)

 العوامل الداعمة للهوية

  1. التربية الأسرية الرشيدة.
  2. التعليم الذى يجمع بين الأصالة والمعاصرة.
  3. الإعلام المتطور الذى يحافظ على الثوابت.
  4. القوانين المحلية التى تتمشى مع الدين والأخلاق.
  5. إبراز الجوانب المضيئة فى تاريخ العرب.

الفرق بين الهوية والجنسية

الجنسية هي: الانتماء إلى البلد الذى يولد ويعيش فيه الإنسان، ويتحدث بلغته ويتبع قيمة وتقاليده، البلد الذى يحمل جواز سفره ويتحدث باسمه فى العالم إذا كنت محملا بمهمة رسمية، وهو البلد الذى مهما تجول أو تغرب فى أنحاء العالم يرجع فيه أخيرا إلى بيته ويلتقى بأهله على أرضه ويدفن عند الموت فى ترابه.

أما الهوية فهي: الإنتماء للأمة التي تنتسب إليها والدين الذي تعتقده، فأي تهميش للغة والدين وأي دعوة للتغريب أو للتمييع وسلب الانتماء للأمة واللغة والدين وأي انبهار بالغرب وتهوين لأمتك هو طمس للهوية.

مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *